أعلنت وزارة الدفاع العراقية أمس انتهاء عملية «اقتفاء الأثر» العسكرية التي شنتها أجهزة عدة في محافظة الأنبار الثلثاء الماضي واستمرت أربعة أيام، مؤكدة اعتقال 93 مسلحاً، بينهم 60 مطلوباً بموجب أوامر قضائية. واعتبر مجلس محافظة الأنبار (80 كلم غرب بغداد) أن العملية «كانت نوعية وأدت غرضها وأسهمت في دعم استقرار الأمن». وقال عضو المجلس محمد فتحي ل «الحياة» إن «العمليات الاستباقية الجارية منذ الثلثاء الماضي جاءت رداً على الهجوم الذي تعرض له حاجز تفتيش قرب مبنى المحافظة قبل أسبوعين، وأربكت مخططات الإرهابيين بعدما انقضَّت عليهم في معاقلهم». وكان انتحاري يقود سيارة مفخخة فجر نفسه قبل نحو أسبوعين عند نقطة تفتيش قرب مبنى محافظة الأنبار وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً وجرح عشرات آخرين. وأكد فتحي أن «اقتفاء الأثر أسفرت منذ انطلاقتها الأسبوع الماضي عن اعتقال نحو 100 من المطلوبين لدى القضاء بتهم إرهابية، وضبط عدد كبير من مستودعات الأسلحة والمواد المتفجرة». وأضاف أن «هذه العملية التي تقودها عمليات المحافظة تشارك فيها جميع وحدات الفرقتين الأولى والسابعة من الجيش العراقي، إضافة إلى قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية». وشدد على أن جميع خطط هذه الأجهزة في العملية «مبنية على جهد استخباراتي دقيق وتنفذ بأسلوب مسك الأرض ومطاردة الفارين من العدالة». واعتبر التصريحات المشككة بأهمية العمليات العسكرية الجارية حالياً في الأنبار «قراءة غير صحيحة للواقع، ولا تعبر إلا عن رأي شخصي». وكان النائب عن «القائمة العراقية» حامد عاشور قلل في تصريحات صحافية من أهمية عملية «اقتفاء الأثر» في الأنبار، معتبراً أنها «ذر للغبار أو للرماد في العيون، ولا تكفي أو تشفي غليل الناس». إلى ذلك، نفى مسؤولون أمنيون في ديالى (50 كلم شمال شرقي بغداد) عودة ظاهرة تجنيد الانتحاريات في المدينة التي كانت شهدت عمليات انتحارية نفذتها 21 امرأة. وأكد مسؤولون أمنيون أمس اعتقال عبد نجم (45 عاماً) الذي قتل ابنته الجمعة بعدما ادعى أنها كانت تعتزم تنفيذ هجوم انتحاري، وأنها انضمت إلى تنظيم «القاعدة». وأكد الناطق باسم قيادة شرطة ديالى الرائد غالب عطية الكرخي ل «الحياة»، أن «عودة ظاهرة تجنيد الانتحاريات على رغم اعتقال فتاتين أمر غير وارد بتاتاً، نظراً إلى الجهود الاستخباراتية التي تقوم بها عناصر متخصصة في هذا المجال، إضافة إلى ما يؤديه رجال الدين من أدوار توعوية وغياب تأييد الأهالي للعمليات التي تنفذها التنظيمات المتطرفة بدعوى الجهاد». واتهم «القاعدة» بالتخطيط لتجنيد انتحاريات «بطرق غير أخلاقية، منها اغتصاب النساء وتخييرهن بين القتل على أيدي أسرهن انتقاماً للشرف أو تنفيذ هجوم انتحاري». ودعا العائلات إلى «اللجوء إلى الأجهزة الأمنية في حال اكتشاف وجود علاقة لأبنائهم مع التنظيمات المتشددة، وعدم التسرع باتخاذ القرارات، كما حصل مع نجم الذي أكد في التحقيقات أنه قتل ابنته البالغة من العمر عشرين عاماً بعد مراقبتها والتأكد من وجود علاقة تربطها بالقاعدة». وكان نجم دفن ابنته على بعد مئتي متر من منزله بعد قتلها طعناً، واستخرجت جثتها لجنة أمنية تم تشكيلها للتحقيق في الحادث الذي يعتبر الأول من نوعه منذ لجوء «القاعدة» إلى ديالى في العام 2005 وتجنيد نساء لتنفيذ هجمات انتحارية. وتشكل النساء غالبية ضحايا الوضع الأمني المضطرب في ديالى، نظراً إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها معظم الأسر، ما شجع التنظيمات على التغرير بالضحايا.