استبقت مصادر خليجية عربية موعد إعلان وثيقة سياسية جديدة لحركة «حماس» مساء أمس بالقول إن الوثيقة ستحذف الدعوة لتدمير إسرائيل، وتعلن فك ارتباط الحركة بجماعة «الإخوان المسلمين». ويبدو أن الخطوة تهدف إلى تحسين علاقات «حماس» مع الدول الخليجية العربية ومصر، فضلاً عن الدول الغربية، التي يصنف كثير منها «حماس» منظمة إرهابية. وأبلغت المصادر الخليجية وكالة «رويترز» أن الوثيقة السياسة المعدلة ستواصل رفض حق إسرائيل في الوجود ودعم «الكفاح المسلح» ضدها. وكانت «حماس» خاضت ثلاث حروب مع إسرائيل منذ عام 2007، ونفذت مئات الهجمات المسلحة في إسرائيل وفي أراض تحتلها إسرائيل منذ تأسيس الحركة قبل ثلاثة عقود. ولم يتضح بعد إن كانت الوثيقة تحل محل ميثاق «حماس» لعام 1988 الذي يدعو الى تدمير إسرائيل أو تعدله. ورفض ناطق باسم «حماس» في قطر التعقيب. ولم يرد تعقيب فوري من مصر ودول الخليج العربية. وذكرت مصادر عربية أن وثيقة «حماس» تصدر قبل زيارة عباس المقررة لواشنطن في الثالث من الشهر الجاري، وفيما تعد إدارة الرئيس دونالد ترامب للضغط مجدداً لإحياء محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ويقول محللون إن الوثيقة المعدلة قد تتيح ل «حماس» إصلاح العلاقات مع الدول الغربية، وتمهد الطريق لاتفاق مصالحة مع منظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها عباس الآن. وتصنف دول عربية متحالفة مع الولاياتالمتحدة، بينها مصر والإمارات، جماعة «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية. وكان «الإخوان» الذين يبلغ عمر حركتهم 89 عاماً، تولوا السلطة في مصر مدة عام بعد انتفاضة شعبية عام 2011. وتنفي الجماعة صلتها بمتشددين إسلاميين وتروج لفوز أحزاب سياسية إسلامية بالسلطة من طريق الانتخابات. من جانبها، اعتبرت إسرائيل أن «حماس» تحاول أن تخدع العالم بإصدار وثيقة سياسية جديدة تخفف في ما يبدو سياستها. وقال الناطق باسم رئيس الوزراء دافيد كيز أن «حماس تحاول خداع العالم، لكنها لن تنجح». وتابع: «يبنون أنفاقاً للإرهاب وأطلقوا آلاف الصواريخ على مدنيين إسرائيليين. هذه هي حماس الحقيقية». منظمة التحرير: «حماس» اقتربت كثيراً من برنامجنا رام الله - «الحياة» - اعتبر مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية الوثيقة السياسية الجديدة لحركة «حماس» محاولة للحصول على اعتراف الغرب والإقليم بها. وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني ل «الحياة»، إن «حماس تحاول أن تتأقلم مع التغيرات الدولية والإقليمية». وأوضح «أن بعض النقاط في الوثيقة غامض وملتبس، ويحتمل أكثر من تفسير، لكن عموماً اقتربت كثيراً من برنامج منظمة التحرير في ما يتعلق بالدولة المستقلة على حدود عام 1967، واستخدام أساليب النضال المختلفة». وقال إن «الخلاف السياسي بين منظمة التحرير وحماس وجد طريقه إلى الحل في وثيقة الوفاق الوطني عام 2006، وأن الخلاف القائم هو خلاف على السلطة وليس خلافاً على السياسة». وأضاف: «مشكلتنا مع حماس جاءت بعد السيطرة على السلطة في غزة بالقوة المسلحة، وإذا ما تراجعت عن ذلك، يمكننا تشكيل حكومة وحدة وطنية والذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية». وخلقت الوثيقة السياسية الجديدة أرضية واسعة مشتركة مع منظمة التحرير من خلال الدعوة إلى إقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967، واستخدام أشكال النضال المختلفة، والإعلان أن «حماس» حركة وطنية ذات مرجعية إسلامية، وأن العلاقة بين المواطنين في فلسطين يحكمها القانون المدني.