صبت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية مارين لوبن غضبها على منافسها مرشح الوسط إيمانوييل ماكرون، ودعت خلال مهرجان انتخابي في فيلبانت بضاحية باريس المواطنين إلى عدم منحه «أي صوت» باعتباره «الوريث» و«الابن الروحي» للرئيس الحالي فرنسوا هولاند، في حين أنها «الرئيسة المقبلة لأولئك الذين يتألمون ويصحون باكراً لكسب عيشهم». وافتتح رئيس حركة «فرنسا الواقفة» (ديغولي) نيكولا دوبون إينيان، الحليف الجديد للوبن المهرجان قائلاً: «اخترت فرنسا ومارين لأن ماكرون سيُخضع بلدنا لهيمنة سلطة المال، ويبدد هويتنا وثقاقتنا التي لا يعترف بوجودها». ويفترض أن يشغل دوبون إينيان منصب رئيس الحكومة إذا فازت لوبن بالرئاسة، وفق اتفاق أبرماه الجمعة الماضي. ولدى صعود لوبن إلى المنصة لإلقاء كلمتها، دوّت القاعة بهتاف ردده الجمهور طوال المهرجان، وهو «أننا في بلدنا»، وهو شعار ابتدعه اليمين المتطرف معتبراً أن هوية فرنسا ونمط عيشها مهددان. وحملت لوبن على مجمل الطبقة السياسية واتهمتها بالتواطؤ للحفاظ على مصالحها ومكاسبها على حساب الفرنسيين، من خلال إعلان أفرادها من اليمين واليسار دعمهم ترشيح ماكرون لمنعها من حمل إرادة الشعب ومشكلاته إلى الرئاسة. وقالت: «عدو الشعب هو ماكرون، ويجب مواجهته لعرقلة تولي المصارف وأصحاب الشركات الكبرى والأثرياء مقاليد البلاد». واتهمت منافسها بالتقاعس في مواجهة الإرهاب ومغازلة أوساط إسلامية متطرفة، مؤكدة أنها الرئيسة المقبلة التي ستحمي الفرنسيين وأصحاب الحقوق المهدورة، مع التشديد على أن برنامجها يمثل قطيعة فعلية مقارنة مع جميع الذين حكموا فرنسا حتى الآن. وغاب عن خطاب لوبن أي إشارة إلى اليورو الذي شكل التخلي عنه محور بداية حملتها، وذلك لتجنب تنفير الناخبين الذين يرتابون من هذه الخطوة. كما غابت أي إشارة إلى كنيتها أي لوبن وإلى الجبهة الوطنية الفرنسية من منطلق حرصها على تمييز نفسها عن والدها مؤسس الجبهة جان ماري لوبن. لكن ماكرون نجح في تقويض وهم محاولة لوبن تمييز نفسها عن جبهة والدها، واستحضر أحد أسوأ ممارسات جان ماري، بوضعه باقة زهور على اللوحة التذكارية لابراهيم بوعرام الذي قضى غرقاً في نهر السين في أيار (مايو) 1995 بعدما رماه مناصرون لليمين المتطرف في المياه. وقال ماكرون: «علينا ألا ننسى ما حدث. سأقاتل حتى اللحظة الأخيرة، ليس فقط برنامجها (لوبن)، بل أيضاً فكرتها عن الديموقراطية والجمهورية الفرنسية».