أعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها حطمت «خلية جدة» وأوقفت 46 عنصراً من أعضائها لارتباطهم بالأنشطة الإجرامية للخلية، التي سبق كشفها في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي. وبين الموقوفين 32 سعودياً، و14 أجنبياً من جنسيات (باكستانية، ويمنية، وأفغانية، ومصرية، وأردنية، وسودانية). وقالت الوزارة في بيان أمس، إن التحقيقات المستمرة حول «خلية جدة» كشفت عن مشاركتها في جرائم إرهابية عدة، أبرزها ثبوت علاقة هذه الخلية بالعمل الإرهابي الذي استهدف المصلين في المسجد النبوي الشريف في أواخر شهر رمضان الماضي، عبر تأمين الحزام الناسف المستخدم في هذه الجريمة وتسليمه للانتحاري نائر مسلم حمّاد النجيدي (سعودي)، الذي فجر نفسه عندما اعترضه رجال الأمن وحالوا دون تمكنه من دخول المسجد النبوي الشريف، ما أسفر عن مقتله، واستشهاد أربعة من رجال الأمن. ومن الجرائم الإرهابية أيضاً التي تم كشفها عبر التحقيق مع أفراد الخلية، ثبوت تورطها في العمل الإرهابي الذي وقع في باحة مواقف مستشفى الدكتور سليمان فَقِيه في جدة بتاريخ 4 - 7 - 2016، من خلال تأمين الحزام الناسف للانتحاري عبدالله قلزار خان (باكستاني)، الذي فجر نفسه بعد اشتباه رجال الأمن بوضعه وتحركاته المريبة. وأظهرت نتائج التحقيقات في مواقع هذه الخلية إقدام عناصرها على قتل أحدهم «نحراً» بعد شكهم في نيته تسليم نفسه للجهات الأمنية وللخشية من افتضاحهم، آخذين الموافقة على ذلك من قيادة تنظيم «داعش» في الخارج، وتم تعرف أجهزة الأمن إليه من خلال نتائج فحوص الأنماط الوراثية، إذ تعود الجثة التي عثر عليها في استراحة حي الحرازات بجدة، إلى المطلوب أمنياً مطيع سالم يسلم الصيعري (سعودي)، المعلن اسمه ضمن قائمة المطلوبين بتاريخ 1 -2 - 2016، والذي يُعد خبيراً في تصنيع الأحزمة الناسفة. وقال الناطق الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في مؤتمر صحافي أمس، إن السعودية منعت التحويل المصرفي لحسابات معينة في الخارج حتى لا يستفاد منها في تمويل الإرهاب، فيما أكد اللواء بسام عطية من وزارة الداخلية أن الخلية المذكورة تنقلت بين 7 مواقع في غضون أشهر قليلة، وكان التواصل بين أعضاء الخلية يتم عبر برنامج التواصل الاجتماعي «تلغرام». وقال اللواء التركي: «الخلية المقبوض على أفرادها كانت تتلقى الأوامر مباشرة من التنظيم الدولي لداعش، وتقوم بتنفيذها مباشرة من دون التفكير فيها، ومن أدلة الأوامر التي لم يفكر فيها أعضاء الخلية استهدافهم المسجد النبوي الشريف، وذلك محاولة من قيادات التنظيم لإثارة الشك في قدرة المملكة على إدارة الحج والعمرة».