أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية أن التحقيقات المستمرة في أنشطة الخلية الإرهابية التي أعلنت في 22 و25 كانون الثاني (يناير) 2017، في محافظة جدة، كشفت نتائج مهمة، وأكدت تورطها المباشر في جرائم أخرى. وهي مكونة من 46 إرهابياً، بينهم 32 سعودياً. وجاء في بيان لوزارة الداخلية ما يأتي «إلحاقاً للبيانين المعلنين بتاريخ 22 و25 كانون الثاني، عن دهم وكرين لخلية إرهابية بمحافظة جدة، أحدهما شقة سكنية بحي النسيم، والقبض فيها على المدعو حسام صالح سمران الجهني، والثاني عبارة عن استراحة بحي الحرازات، استخدمت مأوىً ومعملاً لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، وإقدام الإرهابيَين خالد غازي حسين السرواني، ونادي مرزوق خلف المضياني العنزي على تفجير نفسيهما أثناء مداهمتها، وتوصلت التحقيقات في أنشطة هذه الخلية، إلى نتائج مهمة كشفت تورطها المباشر في جرائم إرهابية أخرى، وتفاصيل ذلك على النحو الآتي: أولاً: ثبوت علاقة هذه الخلية بالعمل الإرهابي الآثم الذي استهدف المصلين في المسجد النبوي الشريف بتاريخ 29-9-1437ه، وذلك بتأمين الحزام الناسف المستخدم في هذه الجريمة النكراء وتسليمه للانتحاري نائر مسلم حمّاد النجيدي (سعودي الجنسية)، الذي فجر نفسه عندما اعترضه رجال الأمن وحالوا دون تمكنه من دخول المسجد النبوي الشريف، ما نتج منه مقتله، واستشهاد أربعة من رجال الأمن «تغمدهم الله بواسع رحمته وتقبلهم في الشهداء»، وإصابة خمسة آخرين من رجال الأمن. كما ثبت تورطهم في العمل الإرهابي الذي وقع في باحة مواقف مستشفى الدكتور سليمان فَقِيه بمحافظة جدة بتاريخ 4-7-2016، من خلال تأمين الحزام الناسف للانتحاري عبدالله قلزار خان (باكستاني الجنسية)، الذي فجر نفسه بعد اشتباه رجال الأمن بوضعه وتحركاته المريبة ومبادرتهم باعتراضه للتحقق من وضعه، ونتج منه مقتله. ثانياً: كشفت نتائج التحقيقات والفحوص الفنية ورفع الآثار من مواقع هذه الخلية في حي الحرازات عن إقدامهم على قتل أحد عناصرهم لشكهم في أنه ينوي القيام بتسليم نفسه للجهات الأمنية ولخشيتهم من افتضاح أمرهم قرروا قتله، وأخذوا الموافقة على ذلك من قيادة التنظيم بالخارج، التي أمرتهم بتنفيذ العملية وقتله بتسديد رصاصة إلى مقدم الرأس من سلاح ناري مزود بكاتم صوت، ومهدوا لجريمتهم بافتعال خلاف معه داخل سكنهم في منزل شعبي في حي الحرازات، قبل أن يفاجئوه بالانقضاض عليه وتقييد حركته في شكل كامل، ثم قتلوه نحراً بقطع رقبته من دون اكتراث إلى توسلاته، وبعد ارتكابهم جريمتهم أبقوا الجثة مكانها في المنزل نفسه في وضع يعجز العقل السوي عن استيعابه لما انطوى عليه من وحشية تقشعر منها الأبدان وتجرد كامل من معاني الإنسانية، إلى أن بدأت الروائح تنبعث من الجثة لتعفنها فعملوا على التخلص منها بلفها في سجادة ونقلها إلى استراحة الحرازات، وإلقائها في حفرة بإحدى زواياها بعمق متر تقريباً وردمها بعد ذلك ظناً منهم بأن الله لن يفضحهم ويقيض على يد رجال الأمن اكتشاف جريمتهم والعثور على الجثة واستخراجها من الحفرة، إذ ثبت من نتائج فحوص الأنماط الوراثية أنها تعود إلى المطلوب أمنياً مطيع سالم يسلم الصيعري، (سعودي الجنسية) المعلن اسمه ضمن قائمة المطلوبين بتاريخ 1-2-2016، الذي يُعد خبيراً في تصنيع الأحزمة الناسفة، ويعتمد التنظيم كثيراً على خبرته في هذا المجال. ثالثاً: من خلال متابعة المعلومات المتوافرة عن هذه الخلية والمرتبطين بها، ظهرت دلالات تشير إلى ارتباط شخصين بأنشطتها الإرهابية واستئجارهما استراحة ومنزلاً بحي المحاميد بمدينة جدة، بتكليف من خالد السرواني، لتكون مأوى لعناصر الخلية ومعملاً لتصنيع الأحزمة الناسفة والمواد المتفجرة، قبل انتقالهم إلى مواقعهم الأخرى بحي الحرازات. وتم تحديدهما والقبض عليهما، وهما إبراهيم صالح سعيد الزهراني وسعيد صالح سعيد الزهراني (سعوديا الجنسية)، وضبط الموقعين المشار إليهما ومحتوياتهما، التي عثر من ضمنها على مواد كيماوية تستخدم في تصنيع المتفجرات. رابعاً: بلغ عدد المقبوض عليهم حتى الآن 46 موقوفاً لارتباطهم بالأنشطة الإجرامية لهذه الخلية، منهم 32 سعودياً، و14 أجنبياً من جنسيات (باكستانية، ويمنية، وأفغانية، ومصرية، وأردنية، وسودانية)، وما زالت التحقيقات جارية معهم للوقوف على مزيد من المعلومات عن حقيقة أدوارهم». وأكدت وزارة الداخلية أن ما تكشف حتى الآن من نتائج عن جرائم هذه الخلية والمرتبطين بها «يدل دلالة واضحة على مدى الإجرام المتأصل في نفوسهم، والضلال الذي بلغته حالهم، فأعمالهم الدنيئة لم تراع حرمة مكان أو زمان أو دماء معصومة، يقودهم أصحاب فكر مضل يدفعونهم باسم الدين - والدين منهم براء - لارتكاب أفعال تنفر من بشاعتها الفطرة السوية وقيم المروءة والإنسانية».