يأكل كثير من سكان البلاد العربية بطريقة غير صحيّة، كما ينامون كثيراً ولا يمارسون أي نشاط رياضي إلا نادراً. ومع مرور السنوات، تهاجمهم أمراض الكسل مثل السُمنة التي تفتح الباب أمام الإصابة بالسُكّري. وحاضراً، تحتل خمس دول عربية قائمة الدول العشر الأكثر إصابة بهذا المرض. وعلت صيحات الإنذار مُحذّرة من العواقب الوخيمة لانتشار السُكّري في الدول العربية، في المؤتمر السنوي الخامس ل «الجمعية العربية لدراسة أمراض السُكّري» الذي استضافته في القاهرة أخيراً، برعاية مشتركة من جامعة الدول العربية و»الكلية الملكية البريطانية». وفي حديثها عن هذا المؤتمر، أشارت رئيسته الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذة أمراض السُكّري في مستشفى القصر العيني في القاهرة، إلى توقّعات بانتشار السُمنة بين النساء والرجال في مصر، واحتمال إصابة ثلث من ولدوا بعد العام 2000 بالسُكّري في المستقبل. وقالت: «نصف مرضى السُكّري في مصر لا يعلمون أنهم مصابون بهذا المرض، أو يعلمون ويتجاهلون الأمر، وبالتالي لا يتلقون العلاج والعناية الكافية، ما يعرضهم لمضاعفات خطيرة». وتشير إحصاءات «الاتحاد الفيديرالي للسُكّري» إلى أن نسبة الإصابة بالسُكّري عالمياً في 2010 وصلت إلى 6.6 في المئة بين البالغين، مع توقّع صعودها إلى 7.8 في المئة بحلول العام 2030. ويبلغ عدد مصابي السُكّري عالمياً 285 مليوناً، مع توقع ارتفاعه إلى 438 مليوناً في 2030. والمعروف أن السُكّري يشكّل رابع سبب للوفيات في الدول المتقدمة. «تفوّق» عربي في السُكّري! هناك خمس دول عربية في قائمة الدول العشر الأكثر إصابة بهذا المرض، هي دولة الإمارات العربية المتحدة (19 في المئة) والسعودية (16.8 في المئة)، وتليهما البحرين والكويت وعُمان. ويبلغ عدد الأطفال المصابين بالسُكّري في مصر 479 ألفاً، وتصل نسبة الإصابات بين بالغيها بهذا المرض إلى 11.3 في المئة، مع وجود 4.8 مليون مريض بالسُكّري. ويتوقّع ارتفاع معدّل الإصابة مصرياً بهذا المرض إلى 13.7 في المئة. وتحدّث الدكتور رأفت رشوان رئيس شرف «الجمعية العربية لدراسة أمراض السُكّري» عن أهم مضاعفات السُكّري وأوضح أنها تشمل أمراض الشرايين التاجية، وتصلّب الأوعية الدموية الكبرى مع زيادة سُمك جدرانها ما يمهّد لحدوث تجلّطات فيها ثم انسدادها. وتناول رشوان ظاهرة «نقص حساسية الأنسولين» التي تظهر في مرضى السُكّري من البالغين، خصوصاً من يعانون تجمّع الدهون في منطقة البطن «الكرش». وكذلك تناول نائب رئيس المؤتمر الدكتور عبد الخالق حامد، علاقة السُكّري بالإصابة بسرطان الكبد لدى مرضى الالتهاب بالفيروس سي، مشيراً إلى أن تواجدهما في المريض نفسه يؤدي إلى تدهور سريع في حالته صحياً. والمعروف أن سرطان الكبد يحدث في 75 في المئة من الحالات بسبب تليّف الكبد الذي يأتي من أمراض مختلفة تتقدّمها الإصابة بفيروسي الكبد «سي» و»بي». وأثبتت الدراسات أن وجود السُكري في المرضى المُصابين بهذين الفيروسين، يترافق مع زيادة في نسبة السرطان بينهم، إضافة إلى أن السمنة (وهي جزء من صورة السُكّري) تساهم في تشحّم الكبد، ما يمهّد لظهور السرطان فيه. والمعروف أيضاً أن علاج السُكّري عند مرضى فيروسات الكبد، يؤدي إلى تحسّن في حال الكبد إلى حدّ أن بعض الدراسات أشارت إلى انخفاض نسبة سرطان الكبد عند من يتناولون علاجاً للسُكّري، في حال تواجد كلا هذين المرضين لديهم.