في زيارة تتزامن بالتوقيت مع انتهاء الإدارة الأميركية من مراجعتها في شأن سورية وسط اتجاه لزيادة الدعم للمعارضة العسكرية المعتدلة، يصل اليوم الإثنين رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا إلى واشنطن على رأس وفد رفيع المستوى، وسيلتقي وزير الخارجية جون كيري ومسؤولين في وزارة الدفاع والبيت الأبيض إلى جانب قيادات من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس. وستركّز الزيارة وفق مصادر في «الائتلاف» على البحث في إطار دعم تدريجي وفاعل للمعارضة السورية. وفيما بدأ بعض أعضاء الوفد بالوصول أمس إلى واشنطن كان المتوقع أن يصل الجربا الاثنين وأن تبدأ اجتماعاته يوم الثلثاء على أن يلتقي كيري الأربعاء وأيضاً قيادات الكونغرس ومسؤولين في وزارة الدفاع والبيت الأبيض. كما سيكون له مشاركات علنية وخطاب في معهد السلام الأميركي وندوات في «نيو أميركا فاونديشن» و «سنتر فور أميركان بروغرس». وستستمر الزيارة ثمانية أيام وهي الأولى للمعارضة السورية على هذا المستوى منذ بدء الأزمة عام 2011. وأكدت المصادر ل «الحياة» أن لقاءات الجربا في الكونغرس ستشمل السناتور الجمهوري جون ماكين، والسناتور الجمهوري بوب كوركر، وهما من أهم الداعمين للمعارضة السورية، كما سيلتقي رئيس لجنة الخدمات العسكرية كارل ليفن (ديموقراطي)، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بوب مانينديز (ديموقراطي)، والسناتور جايمس أنيهوف (جمهوري)، وقيادات من كل الحزبين في مجلسي الشيوخ والنواب مثل أريك كانتور وستيني هوير، إضافة إلى شخصيات أخرى فاعلة في لجنة الاعتمادات والعلاقات الخارجية. أما على مستوى الإدارة، فإلى جانب كيري، سيكون لرئيس «الائتلاف» اجتماعات مهمة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مع مسؤولين في هيئة الأركان قد تشمل رئيس الهيئة مارتن ديمبسي، كما سيلتقي مسؤولين في البيت الأبيض. أما الوفد المعارض فيضم إلى جانب الجربا، هادي البحرة وهو مفاوض بارز في محادثات جنيف، منذر أقبيق رئيس فريق العمل، أنس العبدة وهو أيضاً أحد المفاوضين في «جنيف 2»، ميشال كيلو وهيثم المالح، وهما من المعارضين البارزين، وعبدالإله بشير وهو رئيس فريق العمل في هيئة أركان المجلس العسكري الأعلى، وريم علاف وآخرين. وستركز الزيارة على ستة محاور، أولها بناء علاقة استراتيجية وطويلة المدى بين الولاياتالمتحدة و «سورية الجديدة» مبنية على «المصالح المشتركة». كما ستبحث «في جهود مكافحة الارهاب ضد المجموعات المتطرفة»، و «سبل محاسبة النظام السوري لارتكابه جرائم حرب». وسيسعى الوفد المعارض أيضاً إلى «توسيع مجال المساعدات الإنسانية إلى سورية». وستتطرق الاجتماعات كذلك إلى «تقديم مسودة حول تسلم المساعدات وخريطة طريق للسلام والأمن في سورية». وستشمل أيضاً «التعاون الأمني وقدرات الجيش الحر والالتزام باستخدام المساعدات الأميركية بمسؤولية». وتعكس أجواء الإدارة ترحيباً بدور الجربا ورصيده على رأس «الائتلاف»، ويلفت مسؤولون أميركيون ل «الحياة» إلى «حيويته وكفاءته الإدارية» في التعاطي مع ملفات عدة.