قياس عوامل التخثر 8، 9، 11 عندما يتعرض أحدنا لضربة أو رض بسيط يحصل تمزق في الأوعية الدموية الصغيرة بسبب حدوث نزف غير محسوس به، ولكن الجسم يقوم بكل طاقته لتطويق النزف من خلال سيناريو يشارك فيه الكثير من المواد، من بينها عوامل تخثر الدم. ونقص أحد هذه العوامل أو غيابه ينتج منه النزف الخارجي أو النزف تحت الجلد أو في العضلات أو في المفاصل. ويملك الجسم دزينة من عوامل التخثر، من بينها ثلاثة يشيع نقصها لأسباب وراثية، هي: العامل الثامن والعامل التاسع والعامل الحادي عشر، ويطلق على العامل الثامن العامل المضاد للناعور (أ)، في حين يسمى العامل التاسع بالعامل المضاد للناعور (ب)، أما العامل الحادي عشر فيسمى العامل المضاد للناعور (سي). ان نقص العامل الثامن يسبب أخطر أنواع نزف الدم الوراثي المعروف بمرض الناعور (أ)، وينتقل هذا المرض من طريق الصبغي الجنسي (إكس)، لذا فهو يطاول الذكور فقط دون الإناث، ومن بين أهم عوارضه النزف المتكرر من دون سبب واضح. أما نقص عامل التخثر التاسع، فيسبب نزف الدم الوراثي المسمى بالناعور (ب)، وهو أقل خطراً من النوع الأول، وينتقل هذا المرض من طريق الصبغي الجنسي (إكس) أيضاً، ويصيب الجنس الخشن فقط، ومن عوارضه النزف المتكرر بعد التعرض لرضوض بسيطة. في المقابل، ان نقص العامل الحادي عشر يسبب الناعور (سي)، وهذا النوع يشكل نسبة ضئيلة من حالات نزف الدم الوراثي ويمكن ان يصيب الذكور والإناث فقط. يتم قياس العامل الثامن والعامل التاسع والعامل الحادي عشر في الدم، من دون أن يحتاج المريض الى الصوم قبل أخذ عينة الدم لإجراء الفحص، ومن الضروري تسليم العينة الى المختبر بأقصى سرعة ممكنة. ان قياس العوامل الثلاثة المذكورة، يجرى بعد ملاحظة بعض العوارض والعلامات المثيرة للشكوك مثل: * استمرار نزف الدم من الجرح لفترة طويلة. * تكرار حدوث الكدمات ومشاهدة الكثير من البقع الزرقاء لدى الأطفال في عمر سنة أو سنتين. * حدوث النزف إثر سحب الدم. * النزف في الأحشاء وفي الدماغ. * النزف في المفاصل الذي يسبب تورمها. ويشاهد نقص العامل الثامن في الأحوال الآتية: - مرض الناعور. - مرض التخثر المنتشر داخل الأوعية. - آفات المناعة الذاتية. - مرض ويليبراند. أما نقص العامل التاسع والحادي عشر فنراه في: - مرض الناعور. - آفات الكبد مثل التهابه، وتشمعه. - بعد تناول عقار الوارفارين. - نقص الفيتامين (ك). عندما يتم التأكد من نقص أو فقدان أحد عوامل التخثر يتم تعويضه كدواء علاجي من أجل إيقاف النزف الدموي، ويستحضر عامل التخثر من مصل الدم، أو بصنعه من طريق الهندسة الوراثية. وفي حال اكتشاف مرض نزف الدم الوراثي الناعور يجب توصية المريض بالآتي: 1- عدم القيام بالرياضات العنيفة. 2- تفادي اخذ اللقاحات من طريق الحقن العضلي. 3- إخطار طبيب الأسنان أو الطبيب الجراح في حال الخضوع لعمليات جراحية.