سيول، بكين، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - تهدد شجرة ميلاد في كوريا الجنوبية قرب الحدود مع الشطر الشمالي، بزيادة منسوب التوتر بين البلدين، فيما أشاد حاكم ولاية نيومكسيكو الاميركية بيل ريتشاردسون بعد زيارته بيونيغانغ، بالسلوك «البراغماتي» للدولة الستالينية، لكنه شدد على ان العالم ينتظر منها «أفعالاً وليس أقوالاً». وتنوي مجموعة دينية ان تضيء، للمرة الاولى منذ سبع سنوات، مصابيح كهربائية موضوعة على شكل شجرة ميلاد ضخمة في قمة هضبة تسيطر عليها كوريا الجنوبية، وتبعد ثلاثة كلم عن الحدود وتقع في مرمى الجنود الكوريين الشماليين. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية: «جنودنا المنتشرون حول الهضبة، موضوعون الآن في حالة تأهب قصوى». وتوصلت الكوريتان عام 2004 الى اتفاق ينص على وقف كلّ الممارسات الدعائية الرسمية قرب حدودهما المشتركة، بما في ذلك الكفّ عن اضاءة هذه الشجرة التي ترى فيها بيونغيانغ محاولة لنشر افكار دينية بين الجنود والسكان الكوريين الشماليين. لكن سيول استأنفت بعض نشاطات الدعاية على الحدود مع الشمال، منذ إغراق بارجة لها في آذار (مارس) الماضي، وبعد قصف المدفعية الكورية الشمالية جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وتأتي اضاءة هذه الشجرة بعد امتناع كوريا الشمالية عن تنفيذ تهديدها بالردّ على مناورات مدفعية بالذخيرة الحية اجرتها كوريا الجنوبية في جزيرة يونبيونغ، معتبرة ان التدريبات «لا تستحق عناء الرد». في بكين، اعتبر ريتشاردسون ان «الكوريين الشماليين يدركون انهم تصرفوا بسلبية كبرى مع المفاوضات وانهم قاموا بأعمال سيئة جداً، ويريدون (الآن) التقدم في الاتجاه الصحيح». وقال ان الكوريين الشماليين «وافقوا على الاقتراحات التي قدمتها لهم. المطلوب منهم الآن أفعال وليس اقوالاً»، لافتاً الى انهم «أظهروا قدراً من الواقعية، بعدم المضي في الانتقام»، رداً على المناورات الكورية الجنوبية. وأضاف: «لاحظت لديهم سلوكاً براغماتياً، واكثر واقعية. ربما ادركوا انهم يغرقون اكثر فأكثر في الورطة، وان الوقت حان للعودة واستئناف المفاوضات». وزاد: «لننتهز فرصة انهم لم يردوا، وانهم وافقوا على عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى بيع الوقود النووي الممكن استخدامه لصنع اسلحة ذرية، وانهم مستعدون لبيعه الى كوريا الجنوبية». لكن مسؤولاً في الحكومة الكورية الجنوبية أكد ان سيول لا يمكن ان تأخذ العرض الكوري الشمالي في شكل جدي، اذ انه ليس رسمياً. كما أبدت واشنطن شكوكها في قرار بيونغيانغ، اذ قال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي: «رأينا سلسلة من العهود التي نكثت بها كوريا الشمالية على مدى سنوات. سنثق في ما تقوم به كوريا الشمالية، وليس في ما تقول انها قد تفعله. المفتاح هو ان تثبت انها تتابع هذا القرار وتطبقه، وان تحترم تعهداتها الدولية». في الوقت ذاته، أكدت الناطقة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو ان «لكوريا الشمالية الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، لكن عليها الموافقة على عمليات تفتيش الوكالة الذرية، ونأمل بتسوية هذه المسائل في اطار المحادثات السداسية». واعتبرت ان «الوضع ما زال معقداً وحساساً»، مضيفة: «على كلّ الاطراف ادراك ان القصف المدفعي والقوة العسكرية لا يمكن ان يسوّيا المشاكل في شبه الجزيرة (الكورية)، وان فقط الحوار والتعاون هما الاسلوبان السليمان».