تشهد القهوة في فرنسا هذه الأيام إقبالاً كبيراً، خصوصاً قهوة «الباريستا» أو «محمِّصي البن»، وهم محترفون يعشقون القهوة الأصلية. ولا ينبغي الاكتفاء بطلب «أي قهوة» في هذه المقاهي التي تفتح أبوابها في باريس ومدن فرنسا الكبرى بعدما انتشرت في شمال أوروبا. فعلى قائمات هذه المقاهي التي تسودها أجواء «استرخاء»، أكثر من عشرة اقتراحات لفنجان القهوة. ولتحسين إطلاع الزبون على أنواع البن والقهوة يمكنه المشاركة في مشغل لتذوق القهوة. و «ثقافة القهوة» هذه تأتي من دول شمال أوروبا فضلاً عن استراليا والولايات المتحدة. وفي فرنسا المعروفة بحبها ملذّات الطعام والشراب، يبدو أن المستوى كان متدنياً جداً في هذا المجال. ويقول ايبوليت كورنري من محمصة البن «لابربر آ كافيه» المفضلة لدى العاملين في فن الطبخ: «ثمة ثقافة للقهوة في فرنسا لكنها بعيدة من حسن تمييز المذاقات». ويعتبر أن مذاق الفرنسيين تعوّد على «نوع بديل من البن». ولم تساعد في الأمر مرورة بن «روبوستا» الآتي من المستعمرات الفرنسية وضغوط الصناعات الغذائية الكبيرة. إلا أن الأمور تتغير تدريجاً. فسلسلة «ستارباكس» الأميركية، خصوصاً كبسولة «نيسبريسو» ساهمت كثيراً في الأمر. ويضيف كورتري إن «الفرنسيين أدركوا أن ثمة فرقاً بين قهوة وقهوة أخرى». ويبيع ايبوليت كوتري «البن الاستثنائي» الذي يحضره ويحمل أسماء عشرة منتجين يتعامل معهم في متجره الواقع في وسط باريس. أما مقهى «لومي» الواقع في الدائرة 18 في العاصمة الفرنسية فيكتظ بالزبائن على الدوام. وعلى قائمته 20 نوع قهوة من «اسبرسو اليوم» و «كافيه موكا» فضلاً عن قهوة مصدرها البرازيل وإثيوبيا وإندونيسيا، وقهوة «ميلكشيك» وقهوة بالجبن. وتتراوح الأسعار بين 2,20 و13 يورو.