باريس - ا ف ب - طائرات جاثمة في المدرجات وركاب يمضون الليل في قاعات المطارات المكتظة وقطارات متأخرة عن مواعيدها. تلك بعض مشاهد الفوضى التي تسبب فيها تساقط غير معهود للثلوج في وسائل النقل في أوروبا أمس قبل بضعة أيام على عيد الميلاد. وأرغم آلاف الركاب على تمضية الليل في قاعات المطارات، وغالباً في أسرّة ميدانية، كما حصل في فرانكفورت في المانيا أو في رواسي قرب باريس، فيما ألغيت غالبية الرحلات في أوروبا. ومع أن مطار هيثرو قرب لندن، الذي يسجل أكبر حركة في الرحلات الدولية في العالم، كان مفتوحاً، إلا أنه كان يسيِّر «عدداً محدوداً من الرحلات». وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية إرجاء نحو ستين رحلة، أي نصف الرحلات المقررة. وألغيت عشرات الرحلات الأخرى، إذ يتوقع ان تستمر الفوضى إلى ما بعد عيد الميلاد، بسبب إرجاء المواعيد وإلغاء الرحلات. وفي المقابل، أبقي على الغالبية العظمى للرحلات أمس في مطاري غاتويك ولندن سيتي في العاصمة البريطانية. وقال جيوفاني بيت، وهو موسيقي أميركي في الثانية والعشرين يحاول العودة إلى شيكاغو من مطار هيثرو بعد جولة في أوروبا: «كان الأمر أشبه بمدن الصفيح عندما وصلت». وقال تريفور تايلور الذي ينتظر منذ يومين في مطار هيثرو بصحبة زوجته وطفليه ليستقل رحلة الى سنغافورة: «إنها فوضى عارمة. هناك شعور متزايد بالإحباط. أرقد على أرضية من الرخام غير مريحة ولا توجد مساحة شاغرة». وانعكست الصعوبات التي يواجهها مطار هيثرو على مطارات أخرى، مثل امستردام، التي لم يشملها الطقس السيئ، أو استوكهولم، إذ لم تصل الرحلات المقررة، أو كانت تصل في شكل مفاجئ رحلات تم تغيير مسارها. وألغي نحو 300 رحلة صباح أمس في مطار فرانكفورت، رغم ان المدرجات كانت مفتوحة، كما أمضى أكثر من ألف مسافر الليل في المطار بعد إلغاء نحو نصف الرحلات ال 1329 المقررة أول من أمس. وأحضرت إدارة المطار مهرجين لتسلية الأطفال خلال فترات الانتظار الطويل. ومن المقرر أن تتوقف الرحلات في بروكسيل اعتباراً من مساء أمس حتى صباح غدٍ بسبب نقص في سائل إذابة الجليد، إلا أن المطار يستقبل الطائرات القادمة. وفي مطاري رواسي وأورلي في باريس، ألغي 30 في المئة من الرحلات بسبب تساقط الثلوج مجدداً أمس. وأمضى ثلاثة آلاف شخص الليل في قاعات مطار رواسي، أكبر المطارات الفرنسية، بعد إلغاء 40 في المئة من الرحلات الأحد. واستبعد وزير الدولة لشؤون النقل تييري مارياني أن يعود الوضع الى طبيعته، وأعلن عن تأخير في الرحلات الجوية وفي السكك الحديد. من جهة أخرى، شهدت السكك الحديد بين لندن وباريس وبين باريس وبروكسل وامستردام تباطؤاً ونشاطاً محدوداً. وزاد طول طابور المسافرين حاملي بطاقات سفر على قطار «يوروستار» في محطة سانت بانكراس في وسط لندن، أكثر من كيلومتر أمس، وبلغ متوسط فترة الانتظار خمس ساعات. وعلى الطرقات، شهدت حركة سير الحافلات والشاحنات اضطراباً في باريس، ما ألغى حفلاً للمغنية الأميركية لايدي غاغا، كان مقرراً الأحد. وبلغ معدل تساقط الثلوج في فنلندا 71 سنتيمتراً، ما قارب الأرقام القياسية، وأدى إلى اضطراب وسائل النقل العامة والسكك الحديد، كما في السويد.