ليس أدل على انزعاج إسرائيل الشديد من الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، أكثر من محاربتها له ولكل ما يتعلق به، حتى لو كان ذلك فيلماً. ومن تابع محاولات عرض الفيلم الفلسطيني «مروان» في لندن أخيراً سيلاحظ ذلك، فللمرة الثانية خلال أسبوع، يتم تغيير مكان عرض الفيلم بسبب ضغوط اللوبي الصهيوني على صالات العرض لإلغاء عرضه. يتناول الفيلم حياة المناضل الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي الذي أمضى في السجن 20 عاماً، ويقضي حكماً ب 14 مؤبداً. يركز الفيلم على مروان كمناضل، ومدافع عن حل الدولتين، لكنه في المحصلة يروي قصة شعب يناضل من أجل حريته واستقلاله. وسيُعرض الفيلم في أوروبا وعواصم عالمية، علماً أن عرضه الأول في لندن كان مقرراً أن يتزامن مع بدء إضراب الأسرى الأسبوع الماضي، وأن يترافق مع ندوة عن الحركة الأسيرة بحضور المحامي جواد بولس حاملاً رسالة من الأسرى. لكن وفق المستشارة السياسية في السفارة الفلسطينية في المملكة المتحدة، عضو لجنة إقليم «فتح» في بريطانيا ميسون الشرفا، فإن إدارة فندق «مايفير» ألغت العرض الأول في الساعات الأخيرة متعللة بمشاكل لوجستية، فتقرر عرضه في الأسبوع التالي (أول من أمس) في فندق «ميلينيوم كوبثورن تارا» في كينسينغتون، لكن إدارة الفندق اتصلت للاعتذار في الساعات الأخيرة قبل العرض. وقالت الشرفا ل «الحياة»: «علمنا أن السبب هو اتصال 5 جماعات ضغط يهودية بفندق تارا لطلب إلغائه، إضافة الى أوامر عليا من داخل الفندق»، مشيرة الى أن موظفاً في الفندق اتصل بالشرطة لطلب مشورتها فنصحت أيضاً بإلغاء العرض. وأوضحت أن منظمي عرض الفيلم تلقوا تحذيراً من أن ثمة محاولات لإفشال العرض، ومن وجود لوبي يريد إفراغ قاعة العرض من خلال حجز دعوات لأشخاص وهميين، وقالت: «هذا فعلاً ما حصل، اذ تلقينا كثيراً من هذه الاتصالات». واعتبرت أن ما جرى يهدف الى حرف الأنظار عن قضية الأسرى ومعاناتهم، لكنها قالت إن الفيلم سيعرض في «البيت الفلسطيني» في موعده المقرر (مساء أمس)، على أن يُعرض الإثنين (اليوم) في «غرفة التجارة العربية - البريطانية». وتابعت أنه في حال منع عرض الفيلم في قاعة عرض في لندن، فإن المنظمين يدرسون عرضه في الساحات العامة، ف «لن يمنعونا من إعلاء صوت الأسرى في البلد الذي كان سبب معاناتنا»، في إشارة الى بريطانيا التي أصدرت «وعد بلفور» الذي منح اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين. وأضافت: «نتلقى اتصالات من ممثلينا في أميركا ودول أوروبية، مثل هنغاريا، من أجل عرضه هناك كنوع من التحدي، ليس دعاية للفيلم فحسب، بل لسرد معاناة شعب تحت الاحتلال». وأصدرت اللجنة اليهودية لمراقبة حقوق الإنسان (جي إتش آر دبليو) في لندن أمس بياناً هنأت فيه فندق تارا على «إلغاء الحدث الذي يروّج للإرهاب». ويتم عرض الفيلم بالتعاون بين «الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا»، ولجنة حركة «فتح»-إقليم بريطانيا.