توافد وزراء سياحة عرب وأجانب و2600 عارض من 150 دولة، إلى دبي أمس للمشاركة في سوق السفر العربية، التي تحتضن للمرة الأولى المنتدى الوزاري لمنظمة السياحة العالمية، والاجتماع الثاني والأربعين للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، في وقت تتجه معظم دول المنطقة إلى الاعتماد على السياحة كمصدر مهم للدخل والتوظيف. وكان رئيس منظمة السياحة العربية بندر آل فهيد، أكد أخيراً أن «القطاع السياحي يساهم في توظيف عشرة ملايين شخص في المنطقة العربية، ما يشكل نحو 12 في المئة من إجمالي الوظائف في المنطقة، مضيفاً أن «القطاع يساهم في توفير وظائف مباشرة وغير مباشرة تصل إلى 277 مليون وظيفة عالمياً، في قطاعات تعتمد على نحو أساسي على السياحة والطيران». وعلى رغم حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في معظم دول المنطقة، رجّحت منظمة السياحة العربية أن يتجاوز إجمالي الاستثمار في القطاع السياحي في المنطقة إلى 323 بليون دولار نهاية عام 2020، فيما سيصل عدد الزائرين إلى المنطقة العربية إلى 195 مليون، ما يزيد بمعدل ثلاث مرات على العدد الحالي حتى 2030. وأكدت مصادر من القطاع أن العالم شهد خلال عام 2016 أكثر من 1.17 بليون سائح، في حين لم تستقطب المنطقة العربية سوى ما يقارب 72 مليون سائح، ما دعا دول المنطقة إلى ضخ استثمارات لتطوير وتنمية السياحة العربية البينية التي أصبحت الملاذ الأكثر أمناً ومردوداً، ما يعطي أهمية لملتقى السوق العربية في دورته الحالية، لا سيما أنه يحتضن كلاً من «المنتدى الوزاري لمنظمة السياحة العالمية» و «الاجتماع الثاني والأربعين للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط». وقال وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري أن «السياحة تعدّ أحد أبرز القطاعات غير النفطية التي تحظى باهتمام القيادة الرشيدة، وتتبوأ مكانة متقدمة في أولويات السياسة الاقتصادية التنموية للدولة، إذ تساهم بصورة حيوية في تنويع القاعدة الاقتصادية وتوسيع نطاق مصادر الدخل وتعزيز مقومات الاستدامة، تمهيداً لإرساء دعائم قوية لمرحلة ما بعد النفط». وأكد أن استضافة الإمارات فاعليتي المنتدى الوزاري لمنظمة السياحة العالمية واجتماع لجنة المنظمة للشرق الأوسط، على هامش فاعليات ملتقى سوق السفر العربية، تعكس حرص الدولة على تعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، ودعمها الجهود العالمية لترسيخ مفاهيم السياحة المستدامة وتمكين دورها في تحقيق الإنماء والازدهار محلياً وإقليمياً وعالمياً». وأكد المنظمون أن المنتدى الوزاري يُلقي الضوء على مساهمة السياحة في النمو والتنوع الاقتصادي الشامل والمستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك في إطار الاحتفال بمبادرة السنة الدولية للسياحة المستدامة في سبيل التنمية، التي أطلقتها الأممالمتحدة في كانون الأول (ديسمبر) 2016، لتعزيز دور القطاع السياحي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في مختلف بلدان العالم. وسيشارك في فاعليات المنتدى عدد من كبار المتحدثين، أبرزهم وزراء السياحة في كلّ من مصر والأردن ولبنان، وعدد من وكلاء القطاع السياحي ومسؤوليه في بعض الدول العربية، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي. كما يشارك ممثلون عن أبرز منشآت القطاع الخاص المرتبطة بمجالات السياحة والسفر. وفي سياق متصل، قال مدير أول المعرض سيمون بريس أن «من الواضح أن مشروع إكسبو دبي 2020 يقود مسيرة النمو في جميع أنحاء المدينة التي تهدف إلى استكمال 160 ألف غرفة فندقية في الوقت المناسب للترحيب بخمسة ملايين زائر إضافي خلال فترة المعرض الذي يمتد لستة أشهر. ومع ذلك، فإن دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي ككل تتطلع نحو تعزيز قطاع السياحة كركيزة لتنويع اقتصاداتها بعيداً من النفط والغاز».