على رغم الاختلاف وتباين آراء العلماء في الحكم على صوت المرأة ما إذا كان عورة أم لا، فإن الداعية الشيخ عوض القرني، جزم أنه «ليس عورة»، مؤكداً خلال مشاركته في حفلة العضوية السنوية الخامسة للقسم النسائي في «الندوة العالمية للشباب الإسلامي»، «عدم وجود دليل من القرآن الكريم والسنة النبوية، يثبت خلاف ذلك»، مستدركاً في رده على سؤال إحدى الحاضرات، «حتى في أقوال العلماء والاجتهادات لا يوجد دليل على أن صوت المرأة عورة، ودليل جوازه «ولا يخضعن بالقول». ورفض القرني، خلال محاضرة ألقاها بعنوان «المسؤولية الاجتماعية... وكلنا مسؤول»، التي حضرتها نحو 800 سيدة في فندق «القصيبي» في الخبر مساء أول من أمس، اعتبار المرأة «سلعة للمجتمع، لأن الإسلام عزز مكانتها، ولا بد من استشعار المسؤولية اتجاهها». كما حذر من «تدني مستويات المسؤولية، والاستهتار بها بين فئات المجتمع كافة». وقال: «إذا أصبحت النماذج السيئة المغرية هي سمة المجتمع، فحينئذ يكون الهلاك، وذلك بحدوث كارثة طبيعية، أو أزمة اقتصادية، أو أمراض، وتفكك سياسي، وعمل إرهابي، وهيمنة الأمم، وهذا يزداد إذا كثر الخبث، أي الانحراف». وتناول الوضع العلمي في الدول العربية، وقال: «في عام 2008، كان نصيب الدول العربية كافة من براءات الاختراع هو الأقل، فبعض الدول لم تسجل فيها براءة واحدة، وأعلاها كانت 60 براءة اختراع. فيما كان نصيب كوريا الجنوبية وحدها 1900 براءة اختراع»، مضيفاً ان «استشعار المسؤولية ينجم عنه عدم هيمنة الآخرين علينا، ولا نكون عالة على مَن سوانا»، مشدداً على ضرورة «الأخذ بالتعامل، ومبادئ الأخلاق، فتسعة أعشار التشريعات الإسلامية، جاءت على مستوى المعاملات والعبادات، وهذا ترسيخ للتكاتف الاجتماعي». ولم يغفل القرني ما يميز الشباب في الوقت الحالي، من «افتقاد الفاعلية، والطموح والشعور بالمسؤولية»، مؤكداً «تقديم أجيال قادرة على القيام بواجبها نحو أمتها، لتصبح الأمة الإسلامية حقيقية، وليس ادعاء، فالتغيير يكون على مستويات ايجابية عدة، تشمل المعتقدات الحياتية والمهارات والقدرات والسلوك والبيئة، فالمعتقدات الذاتية إحدى مستويات التغيير والمتغيرات، وهي تؤطر سلوك حياتنا»، مشيراً إلى أن الدراسات في الغرب تقول إن «أعمق صورة للتغيير الايجابي هي التي تحدد علاقة الإنسان في الغيبيات، أي العقيدة». بدورها، حذرت مديرة العلاقات العامة في «الندوة العالمية» فاطمة الخلف، من «الهجمة الشرسة التي يتعرض إليها الشباب الإسلامي، والتي تهدد بسلخهم عن هويتهم، وإغراقهم في متاهات بعيدة»، مؤكدة «وجود منظمات تحمي هؤلاء الشباب من المؤثرات التي تجرفهم، واستثمار طاقاتهم، وتنمية الإبداع والابتكار لديهم».