تجاوز عدد اتفاقات فتح الأجواء، التي نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في إبرامها حتى الآن، 60 اتفاقاً تراوحت ما بين الفتح التام للأجواء أو التحرير بدرجات متفاوتة، وذلك في أعقاب النجاحات التي تحققت في هذا الصدد في أميركا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا. وتم توقيع الاتفاق رقم 60 مع البرازيل مؤخراً، في حين وقع الاتفاق رقم 61 مع بنما الشهر الماضي. ومثل الاتفاقان ختام الجهود الناجحة التي بذلت في هذا الخصوص خلال العام 2010، وتضمنا السماح للناقلات الوطنية بتقديم خدمات حرة بين دولة الإمارات وكل من البرازيل وبنما. وسبق ذلك خلال العام الجاري نجاح دولة الإمارات في توقيع ثمانية اتفاقات لفتح الأجواء مع كل من الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وتايلند وسنغافورة وسويسرا وماليزيا وتشيلي ونيوزيلندا ولبنان. وتعتمد دولة الإمارات من خلال الهيئة العامة للطيران المدني سياسة الأجواء المفتوحة، وتعتبر من أكثر دول العالم تحريراً للأجواء وتوفيراً لبيئة المنافسة الحرة. كما تعد دبي تحديداً من رواد تحرير الطيران المدني، وتشكل سياسة تحرير الأجواء أحد أركان اقتصادها منذ وقت طويل، وحتى قبل تأسيس «طيران الإمارات» العام 1985. وقال رئيس «طيران الإمارات» تيم كلارك: «يشهد العالم، بقيادة عدد من الأسواق الناشئة في بعض الأحيان، تحريراً للأجواء بمعدلات أسرع مما يمكن للكثيرين تخيله، ويشكل ذلك تطوراً إيجابياً للمستهلكين والتجار والمصدرين والمسافرين بعامة». وأضاف: «تساهم سياسة الأجواء المفتوحة، التي تنتهجها سلطات الطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب المعطيات الاقتصادية الرئيسية الأخرى، في وصول خدمات طيران الإمارات إلى مختلف دول العالم، حيث يتم توقيع ما معدله ستة اتفاقات لتحرير الأجواء سنوياً». ويشير الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) إلى أن تحرير 320 اتفاقاً للنقل الجوي بين مختلف دول العالم من شأنه خلق 24.1 مليون فرصة عمل وإضافة نحو 90 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي. وتؤكد اتفاقات تحرير الأجواء التي وقعتها دولة الإمارات خلال العام 2010 أن الوصول غير المقيد إلى دبي، التي تعد من أكبر مراكز النقل الجوي وأسرعها نمواً في العالم، يتيح للناقلات الجوية من مختلف دول العالم تطوير أعمالها في منطقة الخليج والشرق الأوسط المزدهرة، ومن شأنه تعزيز تجارة وصادرات تلك الدول مع مختلف الأسواق بفضل الخدمات التي توفرها «طيران الإمارات» حاضراً والمتوقع إطلاقها مستقبلاً. ويعني الاتفاق الذي وقع مؤخراً مع البرازيل توافقاً أكبر بين سياسات الطيران المدني في كل من الدولتين، ما يساهم في تقديم المزيد من الفوائد لاقتصاد البلدين من خلال زيادة حركة التجارة والسياحة. وزادت أعداد المسافرين بين دبي وساو باولو خلال العام الجاري عن 170 ألفاً. وقال ألبانو فرانكو، عضو البرلمان البرازيلي والرئيس السابق للجنة السياحة في مجلس النواب وحاكم ولاية سيرغيب ورئيس الاتحاد البرازيلي للصناعات: «يعد الاتفاق الجديد بين البرازيل ودولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً قوياً على ما تحقق بين الدولتين منذ أطلقت طيران الإمارات خدمتها اليومية بين دبي وساو باولو العام 2007، حيث ازداد حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى 6.3 مليار دولار أميركي، وأصبحت الإمارات الشريك التجاري الأول للبرازيل في المنطقة». وأشار تحليل اقتصادي ل «إنترفيستاس» حول النقل الجوي في البرازيل أن اعتماد سياسة تحرير الأجواء أدى إلى نمو الحركة العام 2007 بنسبة 47 في المئة وأضاف 10.5 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي وأوجد 242 ألف فرصة عمل جديدة. وقال كلارك: «الأجواء المفتوحة توسع خيارات المستهلكين وتحسن الإنتاجية وتخلق فرص عمل، كما تنعكس بالفائدة تحديداً على قطاعي التجارة والسياحة». وأضاف: «لا يزال هناك جيوب لمقاومة الاتجاه العالمي لفتح الأجواء، لكنها تتهاوى وتتحول إلى أقلية مقارنة بالدول التي تختار تحرير أجوائها. فالحماية السياسية تشكل عائقاً أمام النمو الاقتصادي، والعالم يتجه اليوم نحو العقلانية بعيداً من هذه الوسائل البالية في التفكير. وستواصل دولة الإمارات عموماً وطيران الإمارات خصوصاً ترويج سياسة الأجواء المفتوحة مع أي شريك حقيقي لديه الرغبة في تحقيق الفوائد المتبادلة».