استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة بالرياض أمس، وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس وبحثا «في سبل تعزيز علاقات الصداقة الاستراتيجية بين المملكة وأميركا، خصوصاً في المجال الدفاعي وتطورات الأحداث الإقليمية والدولية». وعقد الوزير الأميركي جلسة محادثات أيضاً مع ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع محمد بن سلمان في حضور عدد من المسؤولين من الجانبين. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «الولاياتالمتحدة تدرس سبل زيادة صادراتها العسكرية إلى السعودية للمساعدة في الحملة على الحوثيين المدعومين من إيران، ومن ثم دفعهم إلى دخول مفاوضات سلام». وأشار المسؤولون إلى أن الولاياتالمتحدة لن ترسل قوات إلى المشاركة في الحرب اليمنية وستكتفي بتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي إلى القوات السعودية. وشددوا على أن إدارة الرئيس دونالد ترامب مصممة على منع زيادة النفوذ الإيراني في اليمن. وأكد ماتيس، أن إيران وراء كل اضطراب في المنطقة. وأوضح أن «طهران تلعب دوراً يزعزع الاستقرار في المنطقة ويتعين التصدي لنفوذها من أجل التوصل إلى حل للصراع اليمني من خلال مفاوضات برعاية الأممالمتحدة». وأبلغ ماتيس الصحافيين في الرياض بعد انتهاء اجتماعاته مع المسؤولين السعوديين: «في كل مكان تنظر إن كانت هناك مشكلة في المنطقة تجد إيران». وأضاف: «علينا التغلب على مساعي إيران لزعزعة استقرار بلد آخر وتشكيل ميليشيات أخرى في صورة حزب الله اللبناني، لكن النتيجة النهائية هي أننا في الطريق الصحيح لذلك». ونقلت وزارة الخارجية الأميركية عن ماتيس قوله في بيان أمس، «كما تعلمون المملكة هي البلد الذي كان ولا يزال حليفاً أمنياً رئيساً منذ عام 1944، وذلك عندما بدأ الرئيس فرانكلين روزفلت والملك السعودي هذه العلاقة، واستمرت كأحد أركان إطارنا الأمني للمنطقة والمصالح الأميركية». وقال ماتيس: «في ما يتعلق بالحملة السعودية والإماراتية في اليمن، فإن هدفنا يتركز على تلك الأزمة التي تحدث في ذلك المكان، وأن يتم وضع هذه المعركة المستمرة أمام الأممالمتحدة للمفاوضات، ومحاولة حلها سياسياً في أقرب وقت ممكن، إذ استمرت لفترة طويلة، ونرى أن الصواريخ التي يزودها الإيرانيون يطلقها الحوثيون على السعودية، وهذا يشكل جانباً معيناً، وكذلك وفاة عدد من الأبرياء داخل اليمن، ولا بد ببساطة من وضع حد لذلك، وسنعمل لذلك مع حلفائنا وشركائنا في محاولة للإتيان بهم إلى طاولة مفاوضات الأممالمتحدة». وحول ملف فض الاشتباك في سورية بين القوات الروسية وقوات التحالف، اللتين تعملان في بعض المناطق في الوقت ذاته قال ماتيس: «بالتأكيد القوات الروسية وقوات التحالف متاخمة لبعضها بعضاً، إن لم تكن في المناطق ذاتها، وواشنطن تقوم بفض الاشتباك مع الروس من أجل سلامة الطيران الجوي لتجنب أي نوع من سوء الفهم، أو أي نوع من التصادم غير المتعمد مع بعضنا بعضاً في الجو بصراحة، إذ يعمل كلانا ضد أهداف في المنطقة ذاتها». وفي واشنطن أكد وزير الخارجية ريكس تيليرسون أمس ان العلاقات السعودية - الاميركية «قوية ومتينة» ويجب «الارتقاء بها» اقتصادياً وسياسياً وأمنياً. وأثنى على جهود القيادة السعودية والاصلاحات المالية، وتوقع تعاوناً اكبر بين البلدين. وقال تيليرسون في خطاب امام «القمة التجارية السنوية السعودية - الاميركية» التي استضافتها غرفة التجارة الاميركية أمس ان «شراكتنا قوية مع السعودية وعلاقتنا طويلة عمرها 80 عاماً والتعاون الاقتصادي القوي هو وجه بارز فيها». واعتبر أن زيارة الامير محمد بن سلمان الى واشنطن كانت «جيدة جدا» الشهر الماضي. وتحدث عن نية مشتركة «للارتقاء بالعلاقة السعودية - الاميركية الى مستويات اعلى». وقال تيليرسون ان هناك «فرصاً عدة بحثت فيها مع الوزير عادل الجبير للعمل تستهدف الجانب الأمني والاستقرار الإقليمي». ونقل تيليرسون عن الرئيس دونالد ترامب تطلعه للعمل مع السعودية و»إتمام صفقات تحدم مصلحة البلدين» وأكد ان الزيارات والاجتماعات الوزارية ستستمر للبحث في أفاق التعاون الاقتصادي والتجاري.