احتفل الإيزيديون في العراق أمس، برأس سنتهم في أكبر تجمع لأتباع هذه الديانة شمال البلاد منذ عام 2014 قبل اجتياح «داعش» مناطقهم في محافظة نينوى وتعرضهم للقتل والخطف وسبي المئات من نسائهم. وتمت في معبد «لالش» في منطقة شيخان شمال العراق احتفالات بعيد «سه رسال» (رأس السنة)، ويخلع المحتفلون أبناء الطائفة أحذيتهم أسفل الطريق الجبلية المؤدية إلى المعبد، ويواصلون السير حفاة كنذر للتقرب إلى الرب، وفق معتقدهم. ويحملون حجارة عليها عيدان نار، ويضيئون 365 قنديلاً، (عدد أيام السنة) طلباً للخير والأمان على مدار أيامها. وقال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني: «لا يمكن السماح لأي جهة أن تفرض نفسها على الإيزيديين وتقرر مصيرهم»، وأضاف أن «الأكراد الإيزيديين جزء عزيز لا يتجزأ من شعب كردستان وفرحنا وسعادتهم سعادتنا، وحزنهم وآلامهم هي أحزان هذا الشعب وآلامه». وتابع أن «إخوتنا الإيزيديين تعرضوا بسبب هويتهم الدينية والقومية للكثير من الكوارث والمشكلات، ولكن بعد معارك وتضحيات قدمتها قوات البيشمركة والروح الفدائية التي تمتعت بها تم القضاء على داعش ودفع الإرهابيون ثمن جرائمهم وسحقت رؤوسهم تحت أقدام الإيزيديين»، وزاد: «لا يمكن بعد كل ذلك السماح بتكرار هذه المشكلات والكوارث والجرائم التي ارتكبت بحق أخواتنا وأخوتنا. إن شعب كردستان يدعم الإيزيديين ويساندهم، ولا يمكن السماح لأي طرف أو جهة أن تفرض نفسها عليهم وتقرر مصيرهم. مستقبلهم ومصيرهم بأيديهم فقط». وطالبت النائب الإيزيدية فيان دخيل، وهي عضو في «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة البارزاني ب «استحداث محافظة جديدة في سهل نينوى»، مؤكدة أن «الإيزيديين لا يمكنهم العودة من دون محافظة جديدة». وتأتي هذه المطالبة لتتوافق مع ما طرحه محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، حول مستقبل المحافظة بعد تحريرها من «داعش»، في مشروع يحولها إلى 6 أو 8 محافظات. ودافعت عن مطلبها، مشيرة إلى أن «جميع الأطراف لا تريد تقسيم نينوى، بل تريد استحداث محافظات جديدة داخلها». ودعا الياس مارو كشتار، ممثل «الإيزيديين» في مجلس المحافظة إلى إعادة ربط مناطقهم بإقليم كردستان، وأضاف أن «داعش يقوم الآن بسلوك جديد ضد الطائفة، من خلال غسل أدمغة الأطفال لاستخدامهم ضد أبناء ديانتهم». ويولي الإيزيديون أهمية خاصة لنيسان (أبريل) ويلقبونه بعروس السنة. ففي هذا الشهر يتم تسليم السلطة إلى «الملك طاووس» ليدير شؤون الدنيا، وهو من الأعياد المقدسة لديهم، ولا بد لكل بيت من أن يقدم ذبيحة في ليلة العيد، ويطبخ قسماً منها ويوزع ما تبقى على الفقراء.