لا يكاد متابع للرياضة السعودية عموماً ونادي النصر خصوصاً أن ينسى تسديدات اللاعب السابق عبدالله عبدربه، إذ برز بالتسديات الضاربة وبأهدافه الجميلة في الفرق، يؤكد عبدربه أن الهدف الذي سجله في شباك حارس الأهلي السابق أحمد عيد (نائب رئيس لجنة الاحتراف الحالي) هو «الأجمل»، والذي ما زال عالقاً في ذهنه، وأوضح في حوار مع «الحياة» أن الفارق بين الجيل السابق والحالي من لاعبي كرة القدم هو «الاحتراف»، بينما يرى أن لاعب الاتفاق الشاب يحي الشهري سيكون له شأن كبير في مستقبل الكرة السعودية. كما تطرق عبدربه إلى وضع النصر الحالي وأهم البطولات التى أسهم في تحقيقها ل «الاصفر» وأسباب تعلقه بناديه على رغم اعتزاله للكرة منذ عشرات السنين، إضافة إلى الحكام السعوديين ومايتعرضون له حالياً من الانتقادات الواسعة من مسؤولي الأندية الرياضية... فإلى تفاصيل الحوار: عبدالله عبدربه لاعب كرة قدم سابق، الجيل الحالي ربما لا يعرفه جيداً. إذاً متى بدأ عبدربه مشواره الرياضي؟ - كانت بدايتي مع كرة القدم في «الحواري» ثم عبر المدرسة وذلك في عام 1967، ولا تختلف بدايتي الرياضية عن أي رياضي سعودي، ولكن في الوقت الماضي لا خيار لنا إلا ممارسة الرياضة، وخصوصاً كرة القدم، والآن اختلف الوضع بشكل كبير فالبدائل لديهم كثيرة والمغريات الحياتية صرفت الأجيال عن الرياضة وهذا مؤشر خطر على الصحة. من اكتشف موهبة عبدالله عبدربه؟ - المدرب «الراحل» بروشتش في عام 1396ه، عندما قدم لتدريب النصر واختارني لمعسكر الفريق آنذاك في انكلترا وبالتحديد في مدينة كارديف في مقاطعة ويلز، والذي استمر قرابة الشهر ونصف الشهر. ما البطولة التى تراها الأجمل في حياتك الرياضية؟ - الأجمل هي حصولنا على بطولة الدوري مرتين متتالية عامي 1400و1401ه وبطولة كأس الملك خالد في عام 1401ه، فهي بطولتين عزيزتين على قلبي. ما المباراة التي لا تنسى في تاريخك الرياضي؟ - كانت مباراة النصر مع الهلال في الدور الأول في موسم 1398/1399ه ، وهي من أهم المباريات التي لا تنسى في تاريخي الرياضي، ودائماً ما أشاهدها عبر جهاز ال «فيديو» وأسترجع الذكريات الجميلة مع أبنائي. من المدافع الذي كان يخشاه عبدربه في ذلك الوقت؟ - اللاعب الحقيقي هو من يحسب ألف حساب لكل مدافع، ولكن بعض المدافعين المميزين تعمل لهم حساب أكثر من غيره، وهي في الحقيقة ليست خشية إنما يفرضون عليك احترامهم نظراً لما يقدمونه من مستويات، وخصوصاً مدافعي الهلال عبدالله الفودة (العمدة) وصالح النعيمة وحسين البيشي، ووحيد جوهر وعبدالعزيز صمدو في الأهلي، وإبراهيم تحسين في الشباب. ما الحدث الرياضي الذي لا يزال عالقاً في ذهنك منذ انطلاقتك الرياضية وحتى الآن؟ - كثيرة هي الأحداث الجميلة التي لا تزال عالقة في ذهني واسترجعها بين الفينة والأخرى، إذ أتذكر إصابتي في البرازيل، وتقليدي للاعب الهلال ريفالينو، وأحن كثيراً لأجواء المعسكرات وما يدور فيها من جلسات وناسه مع بعض اللاعبين، ولكن الذي لا أنساه ما كتبته عني الصحف الكويتية في السابق. كمتابع رياضي ولاعب سابق، من تعتقد بأنه أفضل لاعب سعودي حالياً؟ - لاعب الاتفاق الشاب يحي الشهري، فهو لاعب واعد وقد يكون من أفضل اللاعبين إن شاء الله في خريطة الكرة السعودية. هل هناك فرق بين لاعب الأمس ولاعب اليوم؟ - الفرق في الاحتراف، ففي وقتنا كانت الكرة مجرد هواية لنا، وإذا تعارض لعب الكرة مع دراستنا أو أعمالنا فنقدمها على هوايتنا، أما الآن فأصبح اللاعب كالموظف تماماً عليه أن يلتزم التزاما تاماً وليس له خيار إلا تطبيق الأنظمة واللوائح المتعلقة بناديه. كيف كانت المعسكرات في السابق؟ - وجدنا في المعسكرات فوائد كثيرة، إذ التفرغ للتدريب وعدم الانشغال بأشياء أخرى، فالتدريبات تقام صباحاً ومساءً وتنظيم الوجبات، والنوم يكون باكراً والاستيقاظ أيضاً، والمعسكرات قد تمتد إلى الشهر ونصف الشهر تقريباً، إذ نستطيع أن نحسن من أدائنا ونطور قدراتنا ونصلح جوانب الضعف، وبعد الفراغ من المعسكر يكون لدينا الاستعداد التام لتأدية ما يطلب منا كلاعبين. ماذا بقي من علاقاتك الرياضة؟ - بقيت لي الذكرى الطيبة سواء على مستوى المنتخب أو على نادي النصر، ومازالت لدي علاقات قائمة مع بعض الرياضيين، ولكن من تربطني به علاقة ممتازة هو زميلي وشقيقي اللاعب السابق سعد السدحان وهو من أكثر الزملاء تواصلاً، إذ مازلنا نمارس كرة القدم مع بعض في حي الحمراء في الرياض. يقال إن الرياضيين عاقون في ما بينهم، ما رأيك أنت في ذلك؟ - ظروف الحياة جعلتنا قليلي التواصل وانشغلنا عن بعضنا البعض بوظائفنا وعائلاتنا إلا من بعض الاتصالات بالجوال للاطمئنان عليهم، خصوصاً رفيق دربي سالم مروان «شفاه الله». ماذا يعمل عبدالله عبدربه الآن؟ - أعمل الآن في وزارة الاقتصاد والتخطيط على وظيفة أخصائي تخطيط بالمرتبة ال 11. كيف تقوّم واقع الحركة الرياضية في السعودية الآن؟ - البنية التحتية تقريباً مكتملة والإمكانات كافة متاحة ولم تتوافر لجيلنا ما يتوافر اليوم من منشآت خاصة، ونحن الآن في أمس الحاجة إلى تطوير القدرات والطاقات للاستفادة من هذه المنشآت المتوافرة والرقي بإذن الله إلى أعلى المستويات. ما أول وآخر مباراة لعبتها؟ - من المصادفات الجميلة أن أول مباراة لعبتها كانت في عام 1396ه ضد الشباب في بطولة كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وآخر مباراة كانت أيضاً ضد الشباب عام 1404ه في الدوري في الدور الأول. هدف ما زال عالقاً في ذاكرتك؟ - هدف التعادل الذي سجلته في شباك فريق الأهلي في موسم 1398/1399 ه وكان الحارس آنذاك أحمد عيد، ولا أعتقد أن أحمد عيد ينسى ذلك الهدف أبداً. كم قضيت تحديداً في الملاعب؟ - أمضيت في الملاعب تقريباً 8 سنوات، فيها ذكريات لن تنس، منها إصابتي في معسكر المنتخب في البرازيل. متى ترى أن النصر بإمكانه أن يحقق بطولة؟ - لأي عمل ناجح أسبابه، وكرة القدم يصعب التكهن فيها، ولكن لا يمنع ذلك من التركيز على عوامل النجاح وتحديد الأهداف، ورسم السياسات المناسبة لتحقيق هذه الأهداف، وإذا تكاتف الجميع في الإدارة والجهاز الفني واللاعبين وأعضاء الشرف والجماهير وعملوا فسيحقق النادي بطولات عدة وليس بطولة واحدة، وتكون الأهداف قصيرة المدى مثل البطولات في الموسم هذا وطويلة المدى للمواسم المقبلة. يلاحظ في المنافسات السعودية تراجع مفاجئ لبعض الفرق الكبيرة التي كان لها حضور بارز، إلى ماذا تعزو ذلك؟ - غالباً الأندية التي لديها استقرار إداري وفني لا تتأثر مستوياتها، بل تكون مستقرة، والفرق التي ليس لديها استقرار إداري وفني غالباً ينعكس ذلك على مستوياتها والأمثلة ملموسة في بعض الأندية وواضحة للجميع. ما هي أجمل ذكريات مشوارك الرياضي وأكثرها مرارة؟ - أجمل الذكريات كانت في موسم 1400/1401ه عندما جمع النصر بين بطولة الدوري وكأس الملك خالد رحمه الله. والذكريات المرة في السابق الآن أصبحت جميلة. مشوارك مع النصر كيف تصفه؟ - أصفه بالمثالي من ناحية الإدارة والجهاز الفني واللاعبين والجماهير، ولم أحصل على بطاقات إلا بطاقتين. لو طلب ابنك دخول المجال الرياضي، فهل ستسمح له وتدعمه في هذا الجانب؟ - له حرية الاختيار ولو دخل المجال الرياضي فيجب علي دعمه، ولن أفرض عليه ميولي النصراوية. اللاعبون الحاليون في النصر كيف تقومهم؟ - أرى فيهم التنافس فيما بينهم، وهذا يخدم الفريق ككل ويصب في مصلحة النادي، وهو بالتأكيد تنافس شريف. هل ندمت في حياتك؟ نعم، عند دخولي القسم الأدبي في الثانوية كان اختياراً خاطئاً، ولكن رياضياً لم أندم على دخولي نادي النصر أبداً ولو عاد الزمن وراء لسجلت مرة أخرى في نادي النصر، فأنا مجنون أصفر وأزرق. من ترى من لاعبي النصر يستحق لقب النجومية؟ - يوجد في النصر لاعبون يستحقون النجومية، ولكن من دون تحديد أسماء. كيف تقوّم التحكيم السعودي في هذا الموسم؟ - كان الله في عون الحكم السعودي، فأنا أعتبرهم شجعان وفرسان الدوري السعودي، وآمل أن نرفق بهم لأن مهمتهم من أصعب المهام، لأنهم يواجهون كثيراً من الجبهات من بعض اللاعبين داخل الملعب ، والإداريين والجماهير، وبعض النقاد خارج الملعب وقراراتهم تتخذ في ثوان معدودة ونلتمس لهم العذر، لأنهم قبل كل شيء إخوة لنا يتحملون هذه المسؤولية عنا. حتى أن بعض الحكام الأجانب يقعون في أخطاء تحكمية فادحة.