عشية القمة الأولى بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفلسطيني محمود عباس اليوم، شهدت العاصمة الأميركية حركة ديبلوماسية عربية مكثفة محورها عملية السلام وزيارة الرئيس الأميركي المرتقبة للمنطقة. في هذه الاثناء، أكد مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» أن عباس سيعرض على أوباما «رزمة أفكار تمثل خريطة طريق للحل السياسي النهائي ركيزتها المبادرة العربية» في مقابل تأكيد أميركي أن واشنطن «تنتظر نتائج هذه اللقاءات لبلورة أفكار للدفع بقوة بعملية السلام» واعادة التذكير بواجبات جميع الأطراف، بينها وقف الاستيطان وضخ جهود اقليمية لتحريك مسارات السلام. وكان عباس وصل الى واشنطن ليل الثلثاء - الاربعاء في زيارة تستمر ثلاثة أيام بدأها أمس بلقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ورئيس لجنة التسلح في مجلس الشيوخ السناتور كارل ليفن، ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك، ورئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان الموجود في واشنطن حيث التقى كلينتون أيضا أمس. وسيتوج الرئيس الفلسطيني زيارته اليوم باجتماع، هو الأول له والثاني لزعيم عربي (بعد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني)، مع أوباما في البيت الأبيض. وقال مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» ان عباس «سيعرض على أوباما أفكارا تمثل خريطة طريق عربية للحل السياسي النهائي»، وأن «هذه الأفكار جمعها عباس من الزعماء العرب في جولته الأخيرة التي التقى فيها الرئيس حسني مبارك، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، والرئيس بشار الأسد». وبحسب المسؤولين الفلسطينيين، تقوم هذه الأفكار «على الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة العام 1967، وايجاد حل عادل لقضية اللاجئين ينبثق من قرارات الشرعية الدولية في مقابل علاقات سلام دائمة بين الدول العربية واسرائيل». وقال مسؤول فلسطيني ل «الحياة» ان عباس سيبلغ أوباما بأن «الفلسطينيين والعرب مستعدون لدعم مشروعه في المنطقة، وعلى استعداد لشراكة سياسية كاملة معه، وهم ينظرون بايجابية الى مساعيه ومقاربته لقضايا المنطقة». وكشف رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى ل «الحياة» أن البنك الدولي «تبرع ب 55 مليون دولار للسلطة للسنة الجديدة، وأن هذه المؤسسة تلعب دورا مهما في تجنيد الدعم للفلسطينيين، وكانت جندت العام الماضي ما حصيلته 350 مليون دولار». بدوره، أكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن الادارة الأميركية «تتطلع الى اللقاء وسماع الأفكار التي يحملها الرئيس الفلسطيني»، وأنها تدرس بجدية «احتمال أخذ المبادرة العربية للسلام والبناء عليها للمساهمة بشكل أكبر في الدفع بعملية السلام»، مشيرا الى أن واشنطن تنتظر انتهاء اجتماعات الرئيس أوباما الذي سيلتقي الأسبوع المقبل خادم الحرمين الشريفين ومبارك، «للخروج بصيغة أوضح في شأن الاتجاه المستقبلي والعملي لتحريك السلام». وأكد المسؤول أن واشنطن ستنقل لعباس دعمها الكامل للسلطة والحكومة الجديدة برئاسة سلام فياض المتوقع أن يشارك في اللقاءات غدا. وقال المسؤول أن على الأطراف كافة التزام واجباتها ضمن «خريطة الطريق» ومؤتمر أنابوليس، والتي ترتكز على تجميد اسرائيل الاستيطان وعدم قيام الفلسطينيين بأعمال مسلحة ضد اسرائيل، ومنها اطلاق الصواريخ. وأكد أن أوباما سينقل الى عباس تطلعه «لدور أكبر من الدول العربية في التطبيع مع اسرائيل» في مقابل قيام تل أبيب بواجباتها تمهيدا للوصول الى سلام شامل وحل الدولتين.