وجه مايك بنس نائب الرئيس الأميركي تحذيراً لكوريا الشمالية أمس، من أن الولاياتالمتحدة والشطر الجنوبي، لن يتهاونا مع أي تجربة نووية أو صاروخية جديدة تجريها الدولة الشيوعية المعزولة، مشيراً إلى أن الهجمات الأميركية في سورية وأفغانستان أخيراً تظهر بأس الولاياتالمتحدة. وقال القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية بنس وهوانغ كيو - آن في تصريحات بعد يوم من اختبار صاروخي فاشل في الشمال ويومين من استعراض ضخم للصواريخ في بيونغيانغ، إنهما سيعززان الدفاعات المضادة لكوريا الشمالية عبر المضي قدما في نشر نظام «ثاد» الصاروخي الدفاعي. وبنس في كوريا الجنوبية، أولى محطات جولته الآسيوية التي تشمل أربع دول وتهدف إلى أن تظهر لحلفاء الولاياتالمتحدة وتعيد إلى أذهان خصومها، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تدير ظهرها للمنطقة المضطربة على نحو متزايد. وقال بنس إن كوريا الشمالية يجب أن تفكر في تصرفات ترامب ونياته. وقال: «شهد العالم في الأسبوعين المنصرمين قوة رئيسنا الجديد وبأسه، من خلال تحركات في سورية وأفغانستان. ستبلي كوريا الشمالية بلاء حسنا بألا تختبر بأسه أو قوة القوات المسلحة الأميركية في هذه المنطقة». وكانت البحرية الأمريكية أطلقت 59 صاروخ «توماهوك» على قاعدة جوية سورية هذا الشهر. وأعلن الجيش الأميركي الخميس إنه أسقط أكبر قنبلة غير نووية على الإطلاق في القتال وتعرف باسم «أم القنابل»، مستهدفاً شبكة من الكهوف والأنفاق التي يستخدمها تنظيم «داعش» في شرق أفغانستان. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم خطاباً أرسله الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى الرئيس السوري بشار الأسد لمناسبة الذكرى السبعين لاستقلال سورية. وقال كيم في الخطاب: «أعبر مجدداً عن الدعم القوي والتحالف مع الحكومة السورية وشعبها لعملها في سبيل العدالة، وأدين العمل العدواني العنيف الأميركي الأخير ضد بلادكم». وكرر بنس خلال زيارة للحدود بين الكوريتين أمس، أن «عصر الصبر الاستراتيجي» الأميركي مع بيونغيانغ قد ولى. وأضاف بنس الذي خاض والده الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 أن الولاياتالمتحدة متمسكة بتحالفها الذي «لا يتزعزع» مع كوريا الجنوبية وإنها تسعى للسلام عبر القوة. وقال للصحافيين فيما ترددت أصوات موسيقى دعائية خفيفة من الجانب الكوري الشمالي من المنطقة منزوعة السلاح: «كل الخيارات على الطاولة لتحقيق الأهداف وضمان استقرار شعب هذا البلد. كانت هناك فترة من الصبر الاستراتيجي، لكن عصر الصبر الاستراتيجي ولّى». وقال مستشار ترامب للأمن القومي هربرت ماكماستر الأحد إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها والصين تعمل معاً في شأن عدد من الردود على أحدث تجارب كوريا الشمالية الصاروخية، مشيراً إلى ما وصفه بأنه توافق دولي على التحرك. وانتقدت الصين اختبارات الأسلحة في كوريا الشمالية ودعمت عقوبات الأممالمتحدة. ودعت مراراً إلى محادثات فيما بدا أن خيبة أملها من الشمال تتزايد. لكن بنس وهوانغ قالا إنهما منزعجان من التحركات الاقتصادية الانتقامية الصينية ضد نشر نظام «ثاد» الصاروخي الأميركي في كوريا الجنوبية. وأشار مكماستر إلى أن ترامب لا يفكر في القيام بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية في الوقت الحالي حتى مع توجه مجموعة قتالية لحاملة طائرات إلى المنطقة. وتركز استراتيجية ترامب في كوريا الشمالية على تشديد العقوبات الاقتصادية بما في ذلك احتمال فرض حظر نفطي وحظر عالمي على خطوطها الجوية واعتراض سفن الشحن ومعاقبة المصارف الصينية التي تتعامل مع بيونغيانغ وذلك كما نقلت «رويترز» عن مسؤولين أميركيين. وقال بنس إن ترامب يأمل بأن تتخذ الصين «التصرفات اللازمة لإحداث تغيير في السياسة». وأضاف: «لكن وكما أوضح الرئيس كثيراً فإنه إذا لم تتعامل الصين مع هذه المشكلة فإن الولاياتالمتحدة وحلفاءها سيفعلون». وتؤكد الصين إن الأزمة هي بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لو كانغ إن جهود الصين للمساعدة في تحقيق نزع السلاح النووي واضحة، مضيفاً أن «الصين ليست هي من بدأ الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية». وكرر لو كانغ معارضة بلاده لنشر نظام «ثاد» وحض كل الأطراف على العمل معاً في سبيل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة.