يقول مايكل أنجلو: «إنني لا أصنع التماثيل، إنني أبحث عنها في الحجر، إنها هناك، وأنا أكشف عنها الغطاء فقط»، فالنحت على الحجارة لا يختلف عن النحت على الخزف فكلاهما يحمل ثيمة التنقيب عن الجمال، غير متناسين ما يُحدثه عالم الطين من تأثير إيجابي في الإنسان وفقاً لما أثبتته الكثير من الدراسات. ويعد فن النحت على الخزف أحد أبرز الفنون التشيكيلية - إن لم يكن بذاته فناً شاملاً لأغلب الفنون من رسم ونحت وحفر - وتحت وطأة الحاجة استطاع الإنسان الأول أن يطوع الطين - هذه المادة اللدنة - ويجعلها مادة صلبة تخدمه في حياته اليومية، حتى غدا ملعباً يتبارى فيه الفنانون، فاخرجوه من صورته النمطية واستخداماته المحدودة الى مجالات أرحب وأكثر جمالاً. مروج الشاطري فتاة سعودية حاصلة على شهادة البكالوريوس في الفنون الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، تجلت موهبتها في الرسم والنحت على الخزف الذي بدوره حلق بها بعيداً في مجال الفن التشكيلي، حتى أضحت من القلائل اللاتي برزن في هذا المجال. بدأت مروج رحلتها مع الخزف في أولى مراحلها الجامعية، حين راقها هذا الفن فدأبت على تطوير نفسها من خلال الدراسة الأكاديمية والدورات المتخصصة على يد مدربين يتمتعون بخبرات واسعة في هذا الفن، سواء داخل المملكة أم خارجها، وظلت تنهل من هذه الخبرات حتى استطاعت أن تنحت لها اسماً بارزاً في هذا المجال وتسجل حضوراً فارضاً من خلال مشاركاتها المحلية والدولية أيضاً، ما شجعها على تأسسيس مشروع شامل للإنتاج والتدريب على فن الخزف، أطلقت عليه مسمى «كيراموس» الذي يعني فن الخزف باللغة الأغريقية. وترى الشاطري أن مركز «كيراموس» يحمل رؤية ورسالة مهمة مفادها الوصول بفن الخزف والسيراميك اليدوي السعودي إلى العالمية، والارتقاء به وتعزيزه وربطه بالوعي الثقافي والمجتمعي، وإخراجه عن المفهوم التقليدي إلى مفهوم عصري، إضافة إلى السعي في صنع تذكارات خزفية تمثل المملكة من خلال إبراز أهم معالمها الإسلامية والسياحية بجودة عالية، مبينة أن الخزف ليس فناً معروفاً لدينا ويُدرس في الجامعات بشكل أكاديمي فقط بعيداً عن التدريب، وربما عدم توافر مواده وكلفته المادية وما يصاحبه من تعب وجهد كلها أسهمت بشكل واضح في عدم الإقبال عليه. وكانت مروج الشاطري افتتحت مركزها الخاص «كيراموس» بحضور رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت» الفنان التشكيلي هشام بنجابي وشهده جمع من الفنانين والفنانات المنتسبين لهذه لفنون عرضت فيه الشاطري أعمالها في النحت على الخزف.