سجّل ناشطون أمس هجوماً جديداً شنته القوات الحكومية السورية و «حزب الله» اللبناني على منطقة وادي بردى التي تتحصن فيها فصائل المعارضة السورية قرب دمشق، من دون تسجيل تقدّم ميداني لافت في هذه المنطقة الإستراتيجية التي تتحكم بمصادر تزويد دمشق بإمدادات المياه. وتعاني العاصمة السورية من انقطاع في التغذية بالماء منذ أكثر من 20 يوماً، على خلفية بدء القوات الحكومية هجومها على وادي بردى في 20 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن القوات الحكومية وعناصر «حزب الله» نفّذوا «هجوماً عنيفاً صباح اليوم (أمس) على وادي بردى ... بتغطية جوية من طيران جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأضافت أن مروحيّات الجيش الحكومي استهدفت وادي بردى منذ ساعات الصباح «بأكثر من 25 برميلاً متفجراً»، فيما ذكرت وكالة «سمارت» المعارضة أن طائرات حربية نفّذت غارة على بلدة بسيمة في الوادي الذي يوصف بأنه «خزان مياه دمشق». أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأشار إلى سقوط صواريخ يعتقد بأنها من نوع أرض- أرض أطلقتها القوات النظامية على قرى عين الفيجة وكفر الزيت وبسيمة بوادي بردى، بالتزامن مع استمرار القصف بالقذائف والرشاشات الثقيلة على مناطق أخرى في الوادي «الذي يشهد استمرار الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في وادي بردى». ولفتت شبكة «الدرر»، في هذا الإطار، إلى أن تصعيد القصف والهجمات على وادي بردى تزامن مع إعلان رئاسة الأركان الروسية أمس أن «عملية تحرير ريف دمشق توشك على الانتهاء». ومعلوم أن فصائل المعارضة اصرت على أن منطقة وادي بردى مشمولة بوقف إطلاق النار الذي أعلن نهاية العام الماضي برعاية روسية - تركية، لكن الحكومة السورية قالت عكس ذلك متحججة بوجود ل «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام) غير المشمولة بوقف النار في هذه المنطقة. وتنفي الفصائل وجود «النصرة» في المنطقة، لكن ناشطين يقولون إنها موجودة بالفعل ولكن بعدد قليل من العناصر. في غضون ذلك، ذكر «المرصد» أن عنصراً من الفصائل الإسلامية قُتل في اشتباكات مع القوات النظامية والمسلحين الموالين في الغوطة الشرقية، في حين تجددت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في محيط كتيبة الصواريخ بحزرما «في محاولة من قوات النظام تحقيق تقدم في المزارع الواقعة غرب الكتيبة، وسط قصف بثلاثة صواريخ يعتقد بأنها من نوع أرض - أرض». في محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، قال «المرصد» إن مسلحين ألقوا قنبلة يدوية على منزل إمام مسجد في قرية معصران شرق إدلب، فيما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة يستقلها عنصر من حركة إسلامية في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي و «معلومات عن خسائر بشرية». كذلك أشار «المرصد» إلى قصفت طائرات حربية مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع قصف جوي على قريتي مدايا وتل عاس وأماكن أخرى في بلدة التمانعة الواقعة بالريف ذاته. وفي محافظة حماة المجاورة، تحدث «المرصد» عن شن طائرات حربية غارات على بلدة اللطامنة وقرية لحايا بريف حماة الشمالي. أما في محافظة حمص (وسط) فقد أشار «المرصد» إلى اشتباكات بين «داعش» والقوات النظامية في منطقة المحطة الرابعة القريبة من مطار «التيفور» العسكري بريف حمص الشرقي، ترافق مع قصف متبادل. ولفت إلى أن هذه المنطقة وبادية تدمر تشهد استمراراً للاشتباكات منذ النصف الأول من كانون الأول (ديسمبر) من العام الفائت في أعقاب الهجوم العنيف الذي نفذه «داعش» في بادية تدمر حيث سيطر على المدينة السكنية والمدينة الأثرية ومطار تدمر العسكري وقلعة تدمر الأثرية وقصر الحير الأثري وحقل المهر وحقل وشركة جحار وقصر الحلابات وجبل هيال وصوامع الحبوب وحقل جزل ومستودعات تدمر ومزارع طراف الرمل وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية ومواقع أخرى في محيط مدينة تدمر وباديتها. وشن التنظيم هجمات عدة على مطار «التيفور» لكنه لم يتمكن من السيطرة عليه. وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال «المرصد» إن القوات النظامية قصفت مواقع لتنظيم «داعش» في محيط مطار دير الزور العسكري، وسط اشتباكات في أطراف حي الصناعة، بالتزامن مع إلقاء طائرات شحن نحو 30 مظلة تحمل مساعدات سقطت على مناطق سيطرة القوات الحكومية في جنوب مدينة دير الزور. ولفت إلى ضربات تنفذها طائرات حربية على المدينة ومحيطها، بالتزامن مع مواصلة «داعش» عملية «حشد قواته وعناصره وآلياته واستقدام تعزيزات عسكرية من عتاد وذخيرة وعناصر في مدينة دير الزور والريف الغربي المحاذي للمدينة» وسط توقعات بشنه هجوماً ضخماً على مواقع القوات الحكومية في مناطق اللواء 137 ومنطقة البغيلية بالأطراف الشمالية الغربية لدير الزور. وأضاف «المرصد» أن «داعش» يحشد أيضاً عناصره في منطقتي الصناعة وحويجة صكر «حيث من المرجح أن يكون التنظيم يتحضر لهجوم متزامن على منطقتي هرابش ومطار دير الزور العسكري ومناطق سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين داخل مدينة دير الزور». وفي محافظة درعا (جنوب)، ذكر «المرصد» أنه عُثر على جثمان ناشط إعلامي من بلدة طفس مقتولاً بالرصاص عند أطراف البلدة، لافتاً إلى أن مسلحين مجهولين كانوا قد دهموا منزله وخطفوه في السادس من كانون الثاني (يناير) الجاري. وأشار إلى اتهام أهالي في المنطقة «مقاتلين من فصيل مقاتل باختطافه وقتله».