يوثّق الفنان التشكيلي المصري فاروق مصطفى لتاريخ وتراث المملكة العربية السعودية في معرضه «من بلدي الثاني... السعودية بعيون مصرية» الذي يقام في قاعة المكتبة الموسيقية في دار الأوبرا المصرية، ويضم 70 لوحة زيتية. يقول فاروق: «عشت في السعودية لأكثر من 18 سنة. خبرت جبالها وشعابها، كأنني أصور فيلماً تسجيلياً. أدواتي قلم وورقة، أسجل المنظر بسرعة ثم أعمل عليه بعد ذلك بالألوان والأبعاد والظلال حتى تكتمل اللوحة. وفي الأماكن التي لا يصح فيها استخدام هذه الأشياء مثل لوحة مشاعر الحج، تكون ذاكرتي هي جهاز الالتقاط والتسجيل مثل اللوحة التي تصور «النفرة» في عرفات». ويشير فاروق إلى أن بعض اللوحات يغلب عليها التكوين المتأثر بالفنون الإسلامية مثل لوحة مسجد الكوع في الطائف ومدائن صالح. أما عن أقرب اللوحات إليه، فيؤكد أنها تلك التي تصور سباق «الهجن» و «عرضة النجدية» والأخيرة هي الرقصة الشعبية الأولى في السعودية ويفتتح بها مهرجان الجنادرية الثقافي للاحتفاء بالتراث والفنون العربية. وعن الجانب الفني والتقني، يوضح فاروق أن معظم الأعمال زيتية، وأنه يقوم بصنع البراويز الخشبية بنفسه حيث تعلمها منذ كان طالباً في كلية التربية الفنية. ويشتري الخشب من شارع الرويعي في منطقة الأزهر ويعمل عليه بالمنشار بحسب مقاس اللوحة. ولفت فاروق إلى أن عمله تحت فلسفة المدرسة التأثيرية حيث تظهر ضربات الفرشاة في تظليل اللوحة وتعلمه على يد الفنانين حسن البناني ويتذكر أن الزعماء جمال عبد الناصر والسادات كانا من المترددين على مرسمه وشراء بعض لوحاته. وأبدى فاروق حزنه لاستبعاد 24 لوحة اضطر إلى تخزينها في شكل سيء لأن القاعة لا تتسع لها وهي قاعة من طابقين، ما عزل موضوع اللوحات عن بعضها. لكن في النهاية يشعر مصطفى بالرضا لأنه استطاع تسجيل التراث الشعبي السعودي الذي تمتد جذوره إلى فجر التاريخ.