واشنطن - ا ف ب - من المتوقع ان يعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس ان استراتيجيته في افغانستانوباكستان تسير جيدا رغم الحصيلة القياسية لعدد الضحايا في صفوف القوات الدولية والتوتر الاميركي مع هاتين الدولتين. وسيكشف اوباما عن مراجعة استمرت شهرين لعمليات الجيش الاميركي والعمليات المدنية ويتوقع ان يشير فيها الى تقدم كبير في المعارك ضد طالبان وان يقر بانه لا يزال هناك تحديات كبرى في هذه الحرب المستمرة منذ تسع سنوات. لكن من غير المتوقع ان يعلن عن تغيير في الاستراتيجية الاميركية رغم اعتراضات البعض الذين يقولون ان السياسة الاميركية في افغانستان طموحة اكثر مما ينبغي لا سيما مع الفساد المستشري في البلاد والوضع السياسي الهش الذي يمكن ان يصعب الحفاظ على المكاسب الاميركية. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس "لا اعتقد بكل صراحة انه سيكون هناك الكثير من المفاجأت في مراجعة" الاستراتيجية. واضاف "لقد حصل بعض التقدم المهم في وقف اندفاعة حركة طالبان في افغانستان". واضاف "لقد شهدنا عبر مكافحة الارهاب، نجاحا في ضرب قادة كبار في القاعدة. وشهدنا تعاونا اكبر في الاشهر ال18 الماضية مع الحكومة الباكستانية". وقال غيبس للصحافيين الثلاثاء "سنشهد ايضا مراجعة للتحديات التي لا نزال نواجهها في تلك المنطقة". وقلل مسؤولو الادارة الاربعاء من اهمية تقريرين للاستخبارات اوردتهما صحيفتان وعبرا عن تشاؤم ازاء الحرب. ونقلت صحيفتا نيويورك تايمز ولوس انجليس تايمز ان التقريرين اللذين يتناول احدهما افغانستان والثاني باكستان، يعرضان رؤية اكثر تشاؤما للوضع مقارنة مع التقييم الذي سيعلنه البيت الابيض الخميس. ورغم الضربات التي تنفذها طائرات التجسس الاميركية في المناطق القبلية غرب باكستان، فان عدم رغبة الباكستانيين في ضرب معاقل المتمردين لا يزال يتيح لطالبان الانتقال بحرية عبر الحدود لضرب قوات التحالف الدولي والعودة الى باكستان، كما نقلت الصحيفتان عن التقريرين. ويعرض التقريران تحليلا شاملا للمعلومات التي جمعتها 16 هيئة استخباراتية في البلاد بينها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ووكالة استخبارات الدفاع. وعرض التقريران على لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، كما تقول الصحيفتان. ويرى مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية ان التقريرين الجديدين يستندان الى معلومات قديمة جمعت قبل الاول من تشرين الاول/اكتوبر مع انتهاء وصول كامل التعزيزات ولا تاخذ في الحسبان النجاحات التي تحققت في ولايتي قندهار وهلمند، المعقلين التاريخيين لطالبان. وقال مسؤول ان واضعي التقريرين محللون يعملون من واشنطن وغير مطلعين على الوضع الميداني. وافاد مسؤولون ان تقرير اوباما سيركز على تحسن التعاون مع الحكومة الباكستانية في المعركة ضد المتطرفين لكنه سيشير الى ضرورة ان تبذل اسلام اباد جهودا اكبر. واشار البيت الابيض الى ان مراجعة الاستراتيجية ستظهر انه تم تحقيق ما يكفي من التقدم لكي يمضي اوباما في وعده بدء سحب القوات الاميركية من افغانستان. لكن رغم التعهد ببدء سحب القوات فان الاستحقاق الرئيسي للاستراتيجية الاميركية في افغانستان هو في سنة 2014، الموعد الذي اتفق عليه الشركاء في حلف شمال الاطلسي خلال قمة الشهر الماضي لتسليم كامل الصلاحيات للقوات الامنية الافغانية. لكن هذا التقدم المحدود في افغانستان كانت كلفته عالية جدا حيث قتل حوالى 700 عنصر من القوات الدولية في العام 2010 وهي اعلى حصيلة خلال تسع سنوات من الحرب.