كنا كسعوديين نطمع بفوز هلالي عريض على فريق أم صلال القطري كما فعل الاتحاد، لكن اختلفت المعطيات والظروف لتجعل الفريق القطري هو المتأهل، لكن الهلال وهذا ما يهمنا في الموضوع، لم يكن ذلك الفريق السيئ كما وصف بعد نهاية المباراة، وصحيح ان الهلال كان مؤهلاً للفوز والتأهل للمرحلة التالية، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان. الهلال هو الهلال، لكن المشكلة في بعض العقول التي ترمي التهم جزافاً من دون تبصر او حتى رؤية، هناك من حمّل الحسيني مسألة الخسارة بسبب ما قيل عن تغيراته الخاطئة في نظرهم، وهناك من جعل الليبي طارق التايب في مقدمة صانعوا الخسارة، بل ان الأمر وصل الى التقليل من النجم الكبير محمد الشلهوب، وهي أمور تحدث بشكل تلقائي عندما يتعرض الفريق الى هزة مثل تلك الهزة القطرية التي لم تكن منتظرة، وعندما نقول غير منتظرة، فنحن نعني ما نقول بكل صراحة وتجرد، فالهلال في المباراة لم يكن ضعيفاً او ان لاعبيه مشتتو الذهن او ان ألعابهم طغت عليها الفردية، الهلال وهذا هو الواقع واجه فريقاً منظماً فريقاً يختلف360 درجة عن الفريق الذي لعب امام الاتحاد، فريق تدرب على كيفية مواجهة الهلال، وكيف يمكن له ان يلعب بأقل الخسائر امام الفريق السعودي والذي رشحناه بكل أريحية الى ان يكون بطل آسيا من دون منازع، وهو أمر سبقنا فيه الجميع، فنحن أبطال الترشيحات، لم يكن في بالنا إلا ان نرى هلالنا المغوار في الإمارات مع المتأهلين لمونديال الأندية، من دون ان نبدأ بالأمر خطوة تلي الأخرى، ومن يكون هذا الفريق القطري الذي لم يتجاوز عمره في ملاعب الكرة ثلاثة أعوام؟ انه فريق رضيع لا يمكن له ان يجاري الهلال، لكنه جعل من الهلال ألا يكون في الصورة التي تجعل منه قادراً على كسر الحصار الذي فرض عليه، فالهجمات قليلة وصناعة اللعب تتم بصورة لا يمكن من خلالها إحداث شرخ في تكتلات ابن عسكر ورفاقه، وهو الهلال نفسه الذي فاز بكأس ولي العهد، والذي نافس على الدوري و حاول الحصول على مقعد متقدم في كأس الأمير فيصل بن فهد، وهو الفريق نفسه الذي تعادل مع الفريق الإيراني في الرياض والفريق الأوزبكي في طشقند، هو الهلال الذي علقنا عليه آمالاً كبيرة بعد ان تصدّر فرق مجموعته. الاختلاف كان في الفريق القطري أم صلال، الذي خاف من الهلال، ومن خاف سلم، المعطيات التي قدمها الفريق القطري كثيراً ما تتكرر في عالم كرة القدم، لكننا نرى أنفسنا ولا نرى غيرنا ولا نتعلم من دروس الماضي، فكم من مرة خسر الهلال وخرج من بطولة آسيا أمام فرق أقل منه عدة وعتاد، الموسم الماضي خرج على يد فريق الوحدة الإماراتي، وقبلها خرج من الشارقة ومن ثم تتكرر مسألة الخروج والضحية واحد، وهو عدم معرفة السبب الحقيقي، فكلاً يطبخ الخسارة بحسب مزاجه، ليس هناك من قال لنا: ان الهلال واجه فريقاً من الصعب ان يخسر حتى لو وصلت المباراة الى ركلات الترجيح. فالبطولات ليس شرطاً ان يفوز بها الهلال، ومتى تعلمنا هذا الأمر، كان من الطبيعي ان نرى الهلال في القمة على الدوام، فمسيّرو الهلال وقبل ان تبدأ التصفيات الآسيوية كانوا يؤكدون انه لن يعوقه احد في الوصول الى نهائيات كأس العالم للأندية. وفي الموسم المقبل والهلال متأهل الى التصفيات، يجب ان نأخذ معه المشوار خطوة، كل خطوة لها تكتيك ولها تحضير يختلف عن التي سبقتها. [email protected]