صوت مجلس الأمن بالإجماع أمس (الخميس) لصالح إنهاء بعثة حفظ السلام التي ينشرها في هايتي منذ 13 عاماً واستبدالها بقوة شرطة أصغر حجماً على أن يتم سحبها تدريجياً بعد عامين بينما تعزز البلاد قواتها. وثار جدل حول بعثة حفظ السلام المعروفة باسم (مينوستا)، وهي إحدى أطول البعثات مدة على مستوى العالم، وشمل ذلك مزاعم بنشر مرض الكوليرا في الجزيرة وارتكاب انتهاكات جنسية. ووصف المجلس استكمال انتخابات الرئاسة في هايتي وتنصيب رئيسها الجديد جوفينيل مويز بأنهما «إنجاز مهم نحو تحقيق الاستقرار» في البلاد. وقال مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت في طريقه إلى الاجتماع «ما نحتاجه الآن هو بعثة جديدة تركز على سيادة القانون وحقوق الإنسان في هايتي». وأضاف «نؤيد بشدة إنهاء هذه البعثة وتحويلها إلى شيء آخر. وأعتقد أننا سنرى الشيء نفسه في أماكن أخرى». وأنهيت البعثة التي تبلغ تكلفتها 346 مليون دولار بتوصية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. ويأتي ذلك بينما تتطلع الولاياتالمتحدة إلى خفض تمويلها لبعثات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية. وواشنطن هي أكبر المساهمين إذ تقدم 28.5 في المئة من إجمالي الموازنة. ونشرت بعثة حفظ السلام في هايتي في العام 2004 حين قاد تمرد للإطاحة بالرئيس جان برتراند أريستيد. واتهمت البعثة بارتكاب انتهاكات جنسية وألقي عليها بالمسؤولية في تفشي الكوليرا. وظلت هايتي خالية من هذا المرض حتى العام 2010 حين ألقى جنود البعثة مياه صرف تحمل العدوى في نهر. وترفض الأممالمتحدة تحمل المسؤولية القانونية عن انتشار الكوليرا التي لقي بسببها حوالى 9300 شخص حتفهم ومرض أكثر من 800 ألف آخرين. وتعتقد حكومة هايتي أن ما زال على الأممالمتحدة اتخاذ إجراء حيال الأمر.