يقولون «أتته مقشرة» في إشارة إلى أنه أخذ الفاكهة جاهزة ومقشرة، ولم يتبق عليه سوى أكلها، وهو مصطلح يستخدم في عالم الرياضة كثيراً، وخصوصاً عندما تصل الكرة إلى المهاجم في وضعية مميزة جداً لا تترك له حلاً سوى إيداعها في الشباك. وبالعكس تماماً كانت الحال لدى المدرب التونسي عمار السويح مع فريق الشباب، الذي تسلم مهمة صعبة مع فريق لم يكن يعيش أبهى لحظاته، بل إنه بعكس ذلك، إذ تذبذب في المستويات والنتائج، إضافة إلى إقالة مدربين خلال موسم واحد، كل تلك الظروف جعلت من قبول السويح مهمة تدريب الشباب أشبه بالمغامرة. السويح كعادته فضل الطرق الصعبة وقبل بمهمة خلافة إيميليو فيريرا الذي استغنت الإدارة الشبابية عن خدماته بعد الخسارة أمام النصر في نصف نهائي كأس ولي العهد، ليبدأ السويح في تسجيل أرقام كانت غائبة عن الفريق بداية الموسم، إذ خاض مع فريقه 20 مباراة في الدوري وكأس الملك وفي البطولة الآسيوية، فاز ب12 منها وتعادل في خمس، وخسر ثلاثاً، لكن الغرابة تأتي في أنه لم يخسر محلياً سوى مع الفريقين الصاعدين بداية الموسم الماضي (العروبة والنهضة)، بينما أطاح ببطل الدوري مرة، وبوصيفه مرتين. ابن ال57 عاماً، تمكن من تحقيق أرقام مميزة مع فريقه الشباب، إذ كان فريقه أعلى فرق القارة جمعاً للنقاط في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا، بواقع 15 نقطة، بعد أن حقق الفوز في جميع مبارياته، باستثناء خسارة وحيدة أمام الجزيرة الإماراتي، كما رسم أجمل نهاية لموسم فريقه بعد أن توج بلقب أغلى البطولات السعودية كأس خادم الحرمين الشريفين والتي تحظى برعاية واهتمام من أعلى سلطة في البلاد. وبدأت رحلة التونسي ابن مدينة تبرسق عمار السويح مع التدريب أواخر الثمانينات الميلادية، بعد أن قاد فريق مستقبل وادي الليل للصعود إلى الدرجة الأولى، ليبدأ التنقل بين أندية تونس، حتى انتهى به المطاف مدرباً ل»نسور قرطاج» الذين قادهم إلى التأهل لمونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. بعد عامين من كأس العالم عرف السويح الكرة السعودية من خلال فريق الحزم، ليواصل تنقله بين أندية القادسية والطائي والاتفاق والرائد، حتى انتهى به المطاف مدرباً لفريق الشباب الأولمبي، تخلل هذه الرحلة تدريبه للمنتخب التونسي الأولمبي 2011. ويحسب للسويح انتشاله الفريق الشبابي من حاله النفسية السيئة التي كان يمر بها مع بداية الموسم، وخصوصاً بعد خروجه من ربع نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، إضافة إلى منح الفرصة لعدد من الأسماء الشابة في الفريق التي لم تر النور في وقت سابق. ما أفسده سابقوه أصلحه عمار، هكذا يصف البعض حال السويح مع الشباب، الذين أكدوا أن عماراً أعاد إعمار «الكتيبة البيضاء» مجدداً، حتى إن بعض أنصار النادي اختاروا لهم وسماً خاصاً في «تويتر» للدفاع عن المدرب التونسي. السويح صنع الهجمة من العدم أو خلق هدفاً من فرصة ضئيلة للتهديف أو بمصطلح آخر «قشر الكرة» لنفسه. «رولكس»... أولى الهدايا ساعة من طراز «رولكس» الشهيرة تتجاوز قيمتها 300 ألف ريال، كانت أولى الهدايا التي تلقاها المدرب التونسي عمار السويح بعد قيادته فريقه للظفر بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين الخميس الماضي، وذلك بعد أن قدمها له رئيس النادي خالد البلطان فور وصولهم إلى مقر إقامة الفريق في جدة في فندق ماريوت. وسبق أن أهدى البلطان ساعته للمدرب الأرجنتيني إنزو هيكتور في مناسبتين بعد تحقيقه البطولة ذاتها في أول نسختين لها بعد عودتها عامي 2008 و2009.