في إطار النسخة 19 من جائزة «لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم» التي أقيمت في باريس هذا الأسبوع، اجتمع علماء من حول العالم لتكريم 5 عالمات استثنائيات وأعمالهن الثورية، إلى جانب 15 باحثة شابّة واعدة تقدّم اكتشافاتهن حلولاً جديدة كفيلة بتغيير وجه العالم. افتتحت حفلة توزيع الجوائز إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، إلى جانب جان بول أغون، الرئيس التنفيذي لمجموعة لوريال ورئيس مجلس إدارة مؤسسة لوريال. احتفت دورة «لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم» للعام 2017 بتميز وإبداع 5 نساء من العالمات اللامعات، إذ حصلت كل واحدة منهن على جائزة مالية قدرها 100 ألف يورو تقديراً لمساهماتها العلمية الكبيرة في مجالات الفيزياء الكمومية، والعلوم الفيزيائية، والفيزياء الفلكية. وتم اختيار البروفيسور نيفين خشّاب، الأستاذ المشارك في علوم الكيمياء والهندسة الفيزيائية في جامعة الملك عبدلله للعلوم والتقنية، كإحدى الفائزات الخمس بالجائزة عن تصميمها جسيمات نانوية من شأنها تحسين الكشف المبكر عن الأمراض. كما يساعد عمل خشّاب في الكيمياء التحليلية في توفير علاجات موجهة وأكثر تخصصاً. لسنوات عدّة، شدّد برنامج «لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم» على أهميّة تسليط الضوء على إنجازات الشابّات اللاتي هنّ في المراحل الأولى من مسيراتهنّ العلمية. وكانت نازك الأتب المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى الفائزات ال15 بجائزة «المواهب العالمية الصاعدة» عن أبحاثها المتعلقة بأجهزة الذاكرة النانوية. وينصب تركيز نازك الأتب، طالبة الدكتوراه اللبنانية في «معهد مصدر» في أبو ظبي، على تصنيع أجهزة ذاكرة جديدة غير متطايرة، وعالية الكفاءة باستهلاك الطاقة، ومحتجزة للشحن، وذات أداء رفيع المستوى. ونوّه جان بول أغون إلى القدرات العالية التي تتمتع بها تلك السيدات من العلماء، إلى جانب جميع النساء اللواتي تم الاحتفال بمقدراتهن خلال هذا العام. وقال أغون: «إن العلوم التشاركية الموجهة هي وحدها القادرة على خدمة البشرية حول العالم ومعالجة أهم تحديات القرن ال21. وتشكل باحثاتنا من السيدات خير دليل على ذلك، فمن خلالهن يستمر العلم بالتطور والتقدم». منذ إبصاره النور عام 1998، يسعى برنامج «لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم» إلى الحرص على استفادة الأبحاث في كلّ مجال من الفطنة، والإبداع، والشغف لنصف سكّان المعمورة إلى أقصى حدّ ممكن. بعد مرور 150 عاماً على ولادة ماري كوري، ما تزال نسبة النساء لا تتعدى 28 في المئة من الباحثين، حققت 3 في المئة فقط منهن الفوز بجائزة نوبل. لهذا السبب تحديداً، عمل برنامج «لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم» على مدى الأعوام ال19 الماضية على تكريم النساء من الباحثات وقدّم لهنّ الدعم خلال أهم مراحل حياتهن المهنية. وعلى مدى السنوات ال19 الأخيرة، كرّم البرنامج 97 فائزة مميّزة، من بينهن البروفيسورة اليزابيث بلاكبيرن والبروفيسورة آدا يونات اللتين حصلن لاحقاً على جائزتي نوبل، ودعم 2700 امرأة موهوبة من 115 دولة حول العالم، نظراً إلى إنجازاتهن المبهرة التي تسهم في جعل العالم مكاناً أفضل.