اعتاد الجمهور أن يلتقي المذيعين من خلف الشاشة، لكنّ إعلامياً شاباً قرر أن تكون فقراته بين جمهور الشارع، يتجول بين المارة في الشوارع المصرية ليحاورهم في أحاديث كوميدية تأخذهم بعيداً من هموم حياتهم اليومية عبر أفكار جديدة يصيغها أحمد رأفت الذي عمل كمحرر ومراسل صحف وقنوات فضائية بينها «الكاميرا الخفية» ضمن فقرات برنامج «خلاصة الكلام» عبر قناة «الحياة». فيما حازت تقاريره الساخرة عبر برنامجه «تاتش مصري» إعجاب مشاهديه لطرحه أفكاراً ساخرة بينها «الست المصرية معروفة بجبروتها»، «لو البنات بيتقدموا للشباب، تطلب شبكتك إيه؟» إذا توافرت لك حصانة برلمانية، فماذا ستفعل بها؟، أو حلقته الشهيرة حين استوقف بعض المارة مطالباً إياهم بالهتاف «تحيا إسرائيل، ويسقط العرب» مقابل 20 ألف جنيه. توج كأول إعلامي مصري ب «درع اليوتيوب الفضي» في أيلول (سبتمبر) الماضي، وذلك عن مجمل أعماله، حتى بلغ عدد المشتركين على قناته على «يوتيوب» أكثر من 188 ألف مشترك آنذاك، والتي بلغ مشتركوها الآن نحو 400 ألف. ومنحه الجمهور لقب «مذيع الشارع»، ومن هنا كان انطلاق برنامجه الذي يحمل الاسم ذاته ويبثه على مواقع التواصل الاجتماعي. «الحياة» حاورت رأفت الذي تحدث عن فكرة برنامجه قائلاً: «جاء الانطلاق الحقيقي ل «مذيع الشارع» مع تقرير بعنوان «اختبار الطالب الجامعي» حين سألت طلاب جامعة القاهرة حول معلومات عامة تحمل نمط السهل الممتنع، وفشلت غالبيتهم في إجابتها، ولاقى التقرير صدى واسعاً جداً، وحاز نسب مشاهدة مرتفعة وأعادت عرضه غالبية الشاشات المصرية، وكتب عنه كبار الكتاب في صحف شهيرة. ومن ثم بدأت العمل على تلك التقارير المصورة الكوميدية التي تحمل في طياتها رسالة ومعلومة أحياناً». وأضاف: «غالبية التقارير هي من بنات أفكاري، ولم أدرس الإعلام بل تخرجت في كلية الحقوق، وعملت في أكثر من موقع صحافي إلكتروني ومن ثم كمراسل لقنوات تلفزيونية لفترات وجيزة بينها «الخليجية» و «الغد العربي»، وعقب نجاح برنامجي «تلقيت عروضاً للعمل ك «مذيع تلفزيوني» لعرض تلك التقارير على الشاشة ضمن فواصل البرامج، وأخرى لبثها ضمن برنامج من تقديمي لكنني رفضت حينذاك. وكشف أحمد رأفت أنه سيطل من خلال برنامج تلفزيوني جديد عقب شهر رمضان المقبل، ولكن لم يستقر بعد على قناة بعينها، إذ ما زال يدرس عروضاً مختلفة». وقال: «أود تقديم فكرة جديدة وتلقائية تبهر الجمهور وتنتزع ضحكاته وتتوافق مع إمكاناتي، وليس من خلال برنامج هابط أو ضعيف المحتوى، حيث لا تحركني مجرد الرغبة في البقاء على الساحة التلفزيونية، بخاصة أن كثيرين حاولوا تقليد فكرة برنامجي لكنهم لم يحظوا بالنجاح ذاته». وتابع: «لا أزعم أنني أمتلك أفضل الإمكانات الإعلامية، ولكن أفضل تقديم ما يناسب المشاهد ولا يخذل متابعيني الذين تجاوز عددهم على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» مليون وربع مليون متابع». وعن لقب «مذيع الشارع»، قال: «الجمهور هو من منحني اللقب، إذ كنت أول من ابتكر تلك الفكرة وثمة من نسخها وقلدها عبر شاشات ومواقع إلكترونية عدة، وبدأ بعضهم استعارة اللقب واستخدامه، لكنه لم يلق النجاح ذاته». وأشار إلى أن «التجاوب الأكبر أثناء التصوير مع المارة في الشارع يكون بين فئة الشباب بخاصة الفئة العمرية بين عامي 15 و25 سنة، وعلى رغم أن نسبة الاستجابة بين الفتيات كانت أقل، ولكن شهدت الفترة الأخيرة تغييراً لافتاً، إذ زادت مشاركتهن عما مضى، إضافة إلى قطاع لا بأس به من كبار السن، وصار من النادر أن يرفض أحدهم التصوير معنا، ونلقى تجاوباً كبيراً من جمهور الشارع من كل الفئات وهو الأمر الذي يسعدني جداً». ولا يطمح أحمد رأفت أن يقدم برامج «توك شو» على غرار مشاهير مقدمي البرامج. «أرى أن تلك البرامج صارت مملة بخاصة في السنوات الأخيرة، ولم تعد تلقى الاهتمام والمتابعة مثلما كان الأمر عليه في السابق، والشكل الوحيد الذي يجذبني لها هو ما يقدمه المذيع عمرو أديب وأراه أفضلها، إذ يظهر مرحاً ولطيفاً أثناء مناقشته للقضايا عبر طريقة تجذب الجمهور وتسعده». وأضاف: «إذا فكرت يوماً ما في تقديم هذا النوع، فسيكون على غرار عمرو أديب، وبخلاف ذلك سأواصل تقديم القالب الكوميدي الخفيف رغبة في إسعاد المشاهد والتحليق بهم بعيداً من هموم حياتهم اليومية».