أقصى ام صلال القطري مضيفه الهلال السعودي من دوري أبطال آسيا بركلات الترجيح 4-3 بعد ان انتهت الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل السلبي. وتمرّد أم صلال على طقوس المباريات الحاسمة، إذ تجاوز محاذير الأرض والجمهور وفاجأ أصحاب الدار بهجوم باكر يميناً ويساراً، ما منحه الأفضلية الميدانية، وأجبر الهلاليين على التراجع عن النوايا الهجومية، وكان مرمى محمد الدعيع الأكثر عرضة للخطر من مرمى بابا مالك، إذ حاول البرازيلي ماجنو ألفيس وضاحي النوبي عبر تسديدات قوية لم تصب أهدافها، ولم يهدأ مدرب الهلال عبداللطيف الحسيني، وحرص على توجيه لاعبيه مع كل كرة هجومية أو دفاعية، وفي المدرجات حاولت الجماهير جاهدة أن تشد من أزر لاعبي الهلال، من خلال التفاعل مع كل جملة فنية يرسمها طارق التايب أو ياسر القحطاني، إلى جانب التغني بأسماء نجوم الفريق، إلا أن الحضور اللافت للضيوف عبر التكتيك الدقيق لمدربه الفرنسي جيرار جيلي حجب ظهور الهلال في معظم المناسبات. وتمكّن مدرب الضيوف من إجبار الهلاليين على اللجوء إلى الحلول الفردية، إذ أحكم هيمنة فريقه على مساحات المستطيل الأخضر، وعزل الخطوط الزرقاء، ولم تكن اجتهادات السويدي ويلهامسون الفردية وكذلك الكوري سول مجدية، في ظل الرقابة الصارمة التي فرضت على طارق التايب وياسر القحطاني، ما جعل الحصة الأولى تنتهي سلبية. واختلفت الحال في الشوط الثاني، إذ ارتفع الكر والفر، وكشف المدربان عن كامل أوراقهما، وكاد الضيوف أن يصلوا أولاً عند الدقيقة الخمسين لولا تدخل محمد نامي في اللحظة الأخيرة، الذي أبعد الكرة من على خط المرمى، وردّ الهلال سريعاً عبر تسديدة طارق التايب، التي تصدى لها بابا مالك على دفعتين بعد أن ارتطمت بقدم أحد المدافعين. ومع دخول الدقائق الحرجة يكثف الطرفان الجهود خشية غدر الوقت القاتل، كما أن الجماهير هدأت وباتت تترقب كل شاردة وواردة، وتتطلع بلهف إلى اهتزاز شباك الضيوف، إلا أن الحلول كانت صعبة أمام أصحاب الضيافة، ما جعل الحسيني يجري تغييراً جريئاً جداً بإخراج ياسر القحطاني وإشراك أحمد الصويلح لتنشيط خط المقدمة، إلا أن الأمور لم تحسم وأنتقل الفريقان إلى الأشواط الإضافية. وعلى رغم وفرة الفرص السهلة للهلاليين في الأشواط الإضافية، إلا أن الحظ وقف حجر عثرة في طريق طموحات لاعبي الهلال في الشوطين الإضافيين، كما أن فلسفة طارق التايب ومحمد الشلهوب في التعامل مع الفرص السهلة أهدرت على فريقهم إمكان حسم الموقعة من دون الوصول إلى ركلات الترجيح.