أصدر الناقد المغربي نور الدين محقق كتاباً جديداً اعتبره كتابه النقدي الأول المتعلق بالمجال السينمائي بشكل كلي وذلك بعد كتاب نقدي سابق عليه متعلّق بالنص المرئي في كليته وحمل عنواناً هو «شعرية النص المرئي: التشكيل والمسرح والسينما»، كما بعد كتب نقدية سينمائية أخرى مشتركة مع مجموعة من النقاد والباحثين السينمائيين المغاربة والعرب. وأراد محقق من كتابه أن يأتي تفاعلياً مع قرائه بالنسبة الى ما يتعلق بالسينما مشاهدة وقراءة وتحليلاً. وهو جمع فيه بعض دراساته النقدية التي خصصها للسينما العربية عبر تناول بعض من أهم أفلامها. أما العنوان الكامل للكتاب فهو «السينما وشعرية الصورة: قراءات في السينما العربية» وهو ينقسم إلى خمسة فصول بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة. وتتناول المقدمة تعريف السينما باعتبارها نصاً مرئياً قابلاً للقراءة بعد المشاهدة الذكية والدقيقة طبعاً. كما تتوقف عند الخصائص العامة للصورة بشكل عام وللصورة السينمائية بشكل خاص. بعد ذلك تتطرق إلى تحديد خصوصية المنهج الذي اتبعه المؤلف في هذه القراءة المبينة على الآليات الضرورية لقراءة الفيلم السينمائي بالاعتماد في ذلك على المنهج التحليلي السيميائي في انفتاحه على أنظمة العلامات المرئية ودلالتها داخل بنية الفيلم وداخل الحياة الاجتماعية. ويتناول الكاتب في الفصل الأول بالدراسة والتحليل السينما المصرية في بعض «لحظات توهجها الخلاق» عبر مجموعة من الأفلام السينمائية المصرية المعروفة مثل فيلم «المواطن مصري» للمخرج صلاح أبو سيف، و«الكيت كات» للمخرج داوود عبد السيد، و«ليه يا بنفسج» للمخرج رضوان الكاشف، و«المهاجر» للمخرج الراحل يوسف شاهين. أما في الفصل الثاني فيتناول بالدراسة والتحليل مجموعة من الأفلام السينمائية المغربية طارحاً من خلالها علاقة السينما المغربية بسؤال الحداثة. وهذه الأفلام السينمائية المغربية هي فيلم «حلاق درب الفقراء» للمخرج محمد الركاب، وفيلم «القنفوذي»، و«إبراهيم ياش» للمخرج نبيل لحلو، وفيلم «أيام من حياة عادية» للمخرج سعد الشرايبي، و«البحث عن زوج امرأتي» للمخرج محمد عبد الرحمان التازي. أما في الفصل الثالث فيتوقف الكتاب عند السينما التونسية والبعد التعبيري وذلك من خلال عملية تتناول بالقراءة والتحليل مجموعة من الأفلام السينمائية التونسية الشهيرة مثل «الحلفاوين» لفريد بوغدير، و«صمت القصور» للمخرجة مفيدة التلاثلي. في حين يتوقف في الفصل الرابع عند السينما الجزائرية بين الماضي والحاضر، وذلك عبر التناول النقدي التحليلي لكل من فيلم «بلاد نامبر وان» للمخرج رباح عامر زعيميش وفيلم «كارتوش غولواز» للمخرج مهدي شارف. وأخيراً يتناول الفصل الخامس السينما الفلسطينية والتشكيل الفني وذلك من خلال الفيلم المعروف «حكاية الجواهر الثلاث» للمخرج ميشيل خليفي. وقد اختتم المؤلف كتابه النقدي هذا بما سماه محاولة استشراف آفاق السينما العربية من طريق كتابة نص تساؤلي/تفاؤلي عنوانه «... وتستمر السينما في تصوير العالم». ومن الواضح أخيراً إن هذا الكتاب المتعلق ببعض وجوه السينما العربية يأتي ضمن التطور اللافت الذي يشهده النقد السينمائي المغربي. وهو يعتبر محاولة ضمن المحاولات النقدية التي صدرت وتصدر في هذا المجال.