لم يجد وكيل وزارة التعليم لشؤون الابتعاث الدكتور عبدالله الموسى بعد سيل الأسئلة والاحتجاجات التي أمطره بها طلاب قسم الطب المبتعثين بعد قرار تحويلهم من تخصصهم الأساسي إلى قسم العلوم الصحية، بداً من التأكيد لهم أن القرار نافذ ولايمكن تغييره، وأن الفرصة متاحة أمام كل طالب ليعود إلى قسمه بعد اجتيازه العام الأول بنجاح. وطغت قضية طلاب الطب المبتعثين إلى أميركا، وقرار تحويلهم إلى تخصص العلوم الصحية على اليوم الرابع من أيام ملتقى الابتعاث السادس الذي يعقد حالياً في جدة، إضافةً إلى نيله نصيب الأسد في كل المداخلات والتساؤلات التي أثيرت أمام وكيل الوزارة خلال محاضرته التوجيهية التي ألقاها أمس داخل الملتقى الذي سيستمر حتى الخميس المقبل. وأوضح مصدر مطلع داخل لجان الابتعاث العاملة في ردهات الملتقى ل«الحياة» أن سبب تحويل الطلاب من أقسام الطب إلى قسم العلوم الصحية يرجع إلى عدد المقاعد التي منحت لبرنامج الابتعاث التي كانت 250 مقعداً في قسم الطب، بينما تجاوز عدد المتقدمين إلى نفس القسم أكثر من 1500 طالب، ما اضطر القائمين على البرنامج إلى تحويل الفائض منهم إلى قسم العلوم الصحية. ولفت إلى أن معظم المتقدمين لأقسام الطب كانوا أساساً موجهين إلى دول أوروبية لدراسة التخصص نفسه، لكن انتهاء المقاعد الممنوحة من تلك الجامعات دفع إلى تحويلهم إلى الدراسة في أوروبا، مشيراً إلى أن هذا القرار أزعج الكثيرين من الطلاب خصوصاً الراغبين في اختصار سنوات الدراسة، كون الانتقال من قسم إلى قسم سيكلف الطالب عاماً إضافياً. وفي المقابل رفض طالب الطب حامل شهادة الثانوية فؤاد أحمد الشامي كل المبررات التي ساقها الموسى خلال الملتقى. وقال ل«الحياة»: «لو أنني أعلم أنه سيتم تحويلنا بهذه الطريقة إلى قسم العلوم الصحية لما وافقت أساساً على قرار البعثة، كوني أرغب أصلاً في دراسة الطب، وأكون طبيباً، ولم أسجل أبداً في برنامج البعثة إلا لرغبتي في الالتحاق بإحدى الجامعات العالمية للحصول على أرقى الشهادات في هذا المجال». وشدد على أنه كان أساساً متوجهاً إلى هولندا لدراسة الطب، ولكنه في طرفه عين تم تحويل طريقه 180 درجة إلى أميركا، وتغيير قسمه بسبب عدم وجود مقاعد شاغرة، متسائلاً أين ذهبت تلك الأرقام؟ ولمن؟ وكيف كانت الآلية التي تم منح الأرقام على أساسها. وأبدى الشامي تذمره من عدم تأكد قبوله حتى الآن رسمياً للبعثة، وقال «إلى الآن لست متأكداً من سفري وانضمامي للبعثة، مضيفاً «صدق أو لا تصدق، ربما أحصل على قبول الجامعة، والوزارة، ثم فجأة لا أستطيع الحصول على بطاقة الفيزا، إنها كارثة، أن يضيع حلمي في لحظات». وغصت قاعة الملتقى ظهر أمس بعدد كبير من الطلبة المبتعثين من الجنسين، بغية الاستماع إلى محاضرة الدكتور الموسى، كونه يعد المسؤول المباشر لشؤون الابتعاث والذي شوهد بعد نهاية محاضرته يستمع لكثير من استفسارات الطلبة ويجيب عليها، إضافةً إلى أن أمس (الثلثاء) كان اليوم الأول من الأيام المخصصة للطلاب المبتعثين إلى أميركا والممتد إلى الخميس الذي يعد آخر أيام الملتقى. من جانبه، أكد طالب الدكتوراه في قسم «الحاسبات الآلية» منصور الزهراني (سبق له الحصول على درجة الامتياز في شهادة البكالوريوس والماجستير من أميركا) أن السبب الذي أعاده إلى طلب إكمال دراسته هو عدم وجود فرص وظيفية داخل المملكة، على رغم انتظاره عامين كاملين من دون جدوى أو فائدة تذكر، مشيراً إلى أن كثيراً من أقرانه وزملائه في الدراسة عادوا لإكمال دراستهم بعد تعثر حصولهم على وظائف. وأثنى في محور آخر على ضوابط القبول الجديدة التي وضعتها لجان الابتعاث لحاملي شهادة الثانوية العامة التي أسهمت في حد كبير من تقليل الأعداد الكبيرة التي كانت تعود منهم إلى البلاد، بسبب صغر سنهم، وضعف تجربتهم، مؤكداً أن هذه التجربة أتت أكلها على المدى البعيد.