اختار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس وجود وزير خارجيته منوشهر متقي في السنغال في اطار جولة في عدد من الدول الافريقية ناقلاً الى قادتها رسائل منه، ليقيله من منصبه ويعين مكانه بالوكالة رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، في ما اعتبر تأجيجاً للصراع مع رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني. وأعرب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي عن ذهوله لدى سماعه النبأ، مشيراً الى ان البرلمان لم يكن مطلعاً على هذا القرار، كما أفاد موقع «خبر أونلاين» القريب من لاريجاني الذي يُعتبر حليفاً لمتقي، ويخوض صراعاً مع نجاد، على خلفية امتناع الأخير عن تنفيذ قرارات يتخذها المجلس. ونقلت وكالة الانباء الايرانية «إرنا» عن نجاد قوله لمتقي في قرار إقالته: «أشكر وأقدر لكم عملكم وخدماتكم التي أديتموها طيلة فترة عملكم في وزارة الخارجية، آمل بأن تنال جهودكم الجزاء من عند الله، وان تنجحوا في باقي حياتكم في خدمة امتكم الاسلامية وشعبها». وتوجّه نجاد الى صالحي قائلاً: «نظراً الى الالتزام والعلم والخبرة القيمة التي تتمتع بها، تُعيَّن في منصب وزير الخارجية بالوكالة». وانتقد النائب المحافظ محمود أحمدي بيقاش إقالة متقي «خلال إنجازه مهمة خارجية». ورأى انه «كان على الرئيس ان ينتظر عودة متقي، قبل إبداله». واختلف متقي ونجاد في شأن مسائل داخلية وخارجية، آخرها تعيين الرئيس الإيراني 6 مندوبين له، بينهم مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي، للشؤون الآسيوية والأفريقية والأوروبية وشؤون بحر قزوين، ما اعتبره متقي ازدواجية في الأداء الديبلوماسي. وأفادت معلومات بأن متقي شكا لمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي الذي انتقد الازدواجية في السياسة الخارجية، وأرغم نجاد على تخفيف اندفاعه، وتغيير صفة مبعوثيه ليصبحوا «مستشارين». ولم يستسغ نجاد وجود متقي في الحكومة، لقربه من لاريجاني، لكن غالبية النواب تؤيد وزير الخارجية المُقال، ما يُرجّح ظهور معارضة برلمانية لإبعاده، علماً أنه تسلّم منصبه في آب (أغسطس) 2005، اثر فوز نجاد بولايته الرئاسية الأولى. لكن مصادر في طهران ترى ان نجاد أقدم على خطوة ذكية، باختياره صالحي لخلافة متقي، وهو شخصية محبوبة من كلّ الأطراف، وتحظي باحترام واسع، بما في ذلك لدى المرشد. ويعتبر اختيار صالحي مؤشراً الى الأهمية المحورية للملف النووي في السياسة الخارجية الإيرانية، خصوصاً ان رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية واكب هذا الملف طيلة السنين العشر الماضية. وأفادت «إرنا» بأن صالحي سيحتفظ برئاسة المنظمة ، مع توليه وزارة الخارجية بالوكالة، لكن وكالة «فارس» رجحت ان يخلفه في المنظمة نائبه محمد غنادي. وصالحي واحد من 12 نائباً للرئيس، ولد في كربلاء ودرس في بيروت وتخرج من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» الاميركي، ويتحدث العربية بطلاقة. في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله عن أمله بألا تؤدي إقالة متقي، الى «تعطيل المحادثات أو تأخيرها» بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وقال: «المحادثات بدأت ويجب ان تستمر، مهما كان الظرف السياسي».