حذّر مدير إدارة التغذية في مستشفى الإيمان العام الدكتور عبدالله السدحان من تناول الحلويات المضاف إليها جرعات كبيرة من «المُحليّات الصناعية». وقال ل«الحياة» إن تأثير المحليات على الأطفال تكون مضاعفة مقارنة بتأثيراتها على البالغين لأن أجسامهم لا تتحمل ولا تستطيع إفراز إنزيمات الكبد الهاضمة لهذه المركبات الصناعية، مشدداً على ضرورة الاطلاع على جرعات المحليات عند إعطاء الطفل أية مادة. وأضاف أن المحليات الصناعية لا تزال تثير الكثير من الشكوك على رغم إجازة هيئة الغذاء والدواء الأميركية لها والسماح بتناولها «هناك هجوم قوي من بعض الجهات المعارضة للمواد الغذائية المضافة أو البديلة». وأوضح أن المُحليات توجد في اللبان ونوع من السكر الخاص المستخدم لصنع الحلويات وجميع المواد الغذائية الموجودة في قسم الحمية في الأسواق والصيدليات، مطالباً بتحديد الجرعات عند تناول المحليات الصناعية كي لا يصبح هناك تأثير سلبي على الصحة بعد استخدامه على المدى البعيد. وأشار إلى باحثين حذروا من مادة «السكرين» الصناعية التي يمكن أن تسبب سرطان الرئة بعد عدد من الأجيال ل«دخولها في الجينات الوراثية». وتابع: «من واقع الدراسات العلمية، لا تزال المنظمات الصحية توافق على استخدام مثل هذه المركبات والدفاع عنها، على رغم وجود دراسات بين الحين والآخر تؤكد مخاطر استخدامها، إلا أن المنظمات الصحية تؤكد سلامة استهلاكها»، لافتاً إلى أنه من الأفضل عدم الإسراف في استهلاكها، مع التعود التدريجي على المذاق الأقل حلاوة. من جهتها، قالت اختصاصية التغذية العلاجية عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود فاطمة الشمسان ل«الحياة»: «استخدم الأطباء هذه المحليات للتخفيف من نسبة السمنة ومرضى السكري كبديل للسكر العادي، وهي مواد عديمة القيمة الغذائية وتأخذ الطعم الحلو بأكثر من 600 ضعف، وقالت لابد من إجراء دراسات طويلة كي يثبت فعليا أنها خطرة». وأكدت وجود آثار سلبية وايجابية لاستخدامها فترة كما لا حظ باحثون في هذا المجال، موضحة أن الجمعية الأميركية حددت جرعات معينة لتناول «الاسبرتام»، إذ يتسبب زيادة الجرعة لأكثر من 1200 مليغرام في اليوم بصداع أو اكتئاب نفسي، أما بالنسبة للسكرين فتناول 500 مليغرام يومياً لا يعد ذا تأثير، لكن إذا زادت الجرعة فإنه ربما يتسبب في الإصابة بأنواع عدة من الحساسية. وحذرت من تناول السكرين للأطفال والحوامل وكبار السن، لما له من آثار جانبية «إذا تم تناولها بجرعة بسيطة فهي غير مضرة». وزادت: «نحن وصفناها للشخص المدمن على السكر العادي الذي لا يستطيع الاستغناء عنه، ونصحت باستبداله بسكر الفواكه»، مشيرة إلى وجوب قراءة البطاقة الغذائية الموجودة على المنتج الغذائي لمعرفة نسبة المحليات الصناعية فيها. من جهته، قال أسامة محمد صاحب إحدى الصيدليات: «قبل عام ترددت إشاعات انها تسبب سرطاناً وأمراضاً وانخفضت نسبة المبيعات بنسبة 90 في المئة. وقال ل«الحياة»: «تعطي المحليات نتيجة مقاربة للطبيعية، وربما مثلها، وهي مفيدة للحمية الغذائية وإنقاص الوزن وأكثر من يطلبها النساء خصوصاً أن السعودية منتشر فيها داء السكري بمعدلات عالمية، لافتاً إلى انه يبيع بنحو 100 ريال يومياً من الشوكولاته واللبان المنخفض السعرات».