تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بعدما وصفت الولاياتالمتحدةكوريا الشمالية ب «دولة مارقة»، وأرسلت مجموعة بحرية هجومية إلى غرب المحيط الهادئ، لتعزيز انتشارها قرب المنطقة. في المقابل، تعهدت الدولة الستالينية تعزيز دفاعاتها لحماية نفسها من هجوم محتمل، إذ رأت في غارات شنّتها واشنطن على قاعدة جوية سورية «عملاً عدوانياً لا يُغتفر» ويبرّر تطويرها أسلحة نووية. يأتي ذلك بعدما أدى اختبار بيونغيانغ صواريخ باليستية، ومواصلتها تعزيز برنامجها النووي، إلى تأجيج التوتر في المنطقة. وأشار قياديون كوريون شماليون، بينهم الزعيم كيم جونغ أون، إلى اختبار صواريخ باليستية عابرة للقارات، ربما في 15 الشهر الجاري الذي يصادف عيد ميلاد كيم إيل سونغ، مؤسس الدولة الستالينية. وأمرت قيادة منطقة المحيط الهادئ الأميركية، المجموعة الهجومية بالإبحار شمالاً إلى غرب المحيط الهادئ، صوب شبه الجزيرة الكورية، بعد مغادرتها سنغافورة السبت، بدل إجرائها زيارة مقررة إلى أستراليا. وتشمل المجموعة حاملة الطائرات «يو أس أس كارل فينسون» التي تدعمها مدمرات وطرادات. وقال مسؤول أميركي: «نشعر بأن الوجود المتزايد ضروري» لمواجهة بيونغيانغ. وكانت هذه المجموعة التي نُشرت من سان دييغو إلى غرب المحيط الهادئ، منذ 5 كانون الثاني (يناير) الماضي، شاركت في مناورات مع بحريتَي الجيشين الياباني والكوري الجنوبي، وفي مبادرات للأمن البحري ودوريات روتينية في بحر الصين الجنوبي. وكان البيت الأبيض أعلن أن ترامب تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الكوري الجنوبي بالوكالة هوانغ كيو آن، مشيراً إلى أنهما اتفقا على البقاء على اتصال وثيق في شأن كوريا الشمالية وملفات أخرى. وأشاد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بالتزام ترامب أمن العالم وحلفاء واشنطن، إذ قال بعد اتصالٍ ثانٍ مع الرئيس الأميركي في غضون 4 أيام، إنهما اتفقا على بقاء الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبية على اتصال وثيق في شأن كوريا الشمالية، وعلى مراقبة ردّ بكين على تطوير بيونغيانغ برنامجيها الصاروخي والنووي. لكن وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية نقلت عن ناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية تنديده ب «الهجوم الصاروخي الأميركي على سورية»، إذ اعتبره «عملاً عدوانياً واضحاً ولا يُغتفر ضد دولة ذات سيادة». ورأى أن ذلك «يثبت أن قرارنا بتعزيز قوتنا العسكرية للتصدي للقوة بالقوة، كان الخيار الصحيح مليون مرة». وسخر من «ثرثرة قواتٍ بأن الهجوم العسكري الأميركي على سورية هو تحذير لنا»، مؤكداً أن ذلك «لا يرهب» بيونغيانغ. ورأى أن «الاقتدار العسكري الهائل الذي تمتلكه (كوريا الشمالية)، ومحوره قوة نووية»، سيحبط أي عدوان أميركي. وتابع: «سندعم بكل الطرق قدراتنا للدفاع عن النفس، للتعامل مع التحركات الأميركية المتهورة (للانزلاق) نحو حرب، وللدفاع عن أنفسنا بقوتنا». وأفادت الوكالة بأن كيم جونغ أون والرئيس السوري بشار الأسد تبادلا، قبل الهجوم الأميركي، رسائل لأمنيات حارة وتعهدات بالصداقة وبالتعاون بين البلدين. وأضافت أن الأسد شكر لكيم اعترافه بكفاح دمشق ل «مواجهة تحديات مثل الإجراءات الشريرة للإرهابيين في العالم، وتشجيع سورية على مواجهة الأزمة بنجاح، مهما كلّف الأمر».