لم يكن السفير المكسيكي في الرياض ألفريدو ميراندا الذي انتشرت صور جولته برفقة زوجته في منطقة حائل، وهما يرتديان زياً سعودياً، الأول في هذا التصرف، إذ سبقه سفراء كثيرون إلى الانجذاب إلى التراث السعودي، وكل منهم ظهر بصورة مختلفة. فبعضهم ارتدى ثوباً تقليدياً، وبعضهم ذهب أبعد من ذلك إلى التحدث بلهجة محلية وأداء الرقصات بإتقان تام وكأنه أحد أبناء المنطقة، وبعضهم اكتفى بتناول أكلات شعبية. وتحولت زيارة السفير المكسيكي إلى حائل بمناسبة الرالي المقام فيها حالياً، إلى جولة سياحية طالما انتظرها بعد ما رأى جزءاً من تراث المنطقة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية ووعد بزيارتها، حباً بالتراث والثقافة السعوديين. وظهر السفير وزوجته في صور تداولها مغردون، في ضيافة مواطنين من حائل وهما يرتديان عباءة قبيلة شمر، ويتناولان «المفطح» المعد من لحم الحاشي (صغير الإبل) الأكثر شعبية لدى السعوديين، وشربا القهوة العربية وأكلا التمر والإقط (البقل أو المضير)، وحضرا أيضاً «رالي حائل الدولي»، وزارا قصر نايف الأثري في جبة، وغيره من المواقع التراثية، والتقطا أثناء جولتهما كثيراً من الصور مع مواطنين. وتجتذب الثقافة والتراث السعوديين كثيراً من الدبلوماسيين والسفراء الأجانب الذين أتاحت لهم فترة إقامتهم في المملكة التعرف على موروثها الحضاري وتقاليدها، ومنهم السفير المكسيكي السابق خوسيه ارتورو الذي صرح في إحدى حواراته عن حبه ل«الكبسة السعودية»، وأن أكثر كلمة أحب تكرارها «السلام عليكم». السفير البريطاني في الرياض سايمون كوليس الذي تولى منصبه منذ العام 2015، والذي يتحدث العربية بطلاقة، جذبته الثقافة السعودية وهويتها الإسلامية، إذ ظهر في صور عدة وهو يعد الشاي على الجمر مع عدد من مواطني حائل أثناء زيارة له للمنطقة العام السابق، اطلع خلالها على تراثها وتناول أكلات شعبية، وانتشرت له صور بملابس الإحرام مع زوجته العام الماضي، وكانت حديث وسائل التواصل الاجتماعي آنذاك. وعشق الرحالة السفير الهولندي الأسبق بول مارسيل، الصحراء العربية، بعدما عمل في الرياض سنوات طويلة، واستهواه فيها «الشعر النبطي»، وجاب صحراء النفود طوال أكثر من 30 عاماً، عشق خلالها حياة البداوة حتى أطلق عليه أبناء قبيلة شمر «مرسال الشمري»، ووثق رحلته في الجزيرة العربية من خلال كتابه الشهير «البدوي الأخير». وانتشر العام الماضي مقطع فيديو طريف لمارسيل تقمص فيه شخصية شاعر عربي وغازل زوجته ب«الشعر النبطي»، حاول نطقها لكن ب«لكنة سعودية»، لاقت انتشاراً واسعاً بين السعوديين والخليجيين على منصات موقع التواصل. ويتيح المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقام في الجنادرية سنوياً، للسفراء الأجانب التعرف على الثقافة والتراث السعوديين، إذ شهدت نسخته الأخيرة مشاركة سفراء عرب وأجانب من: الهند، وأفغانستان، وجيبوتي، والصين، والمكسيك، تفاعلوا مع المعروضات التراثية فيه، حتى أن بعضهم شارك في عزف الربابة والرقص مع الفرق الموسيقية. وشهد المهرجان مشاركة السفير الصيني لي هواشين فرقة الجوف للفنون الشعبية في أداء الرقصات التراثية، وخصوصاً رقصة السيف، وحاول حينها ترديد أبيات شعرية، مبدياً إعجابه بالحلوى الشعبية. وحرص السفير الأميركي السابق في السعودية جيمي سميث وزوجته خلال حضورهما حفلاً شعبياً في مدينة خميس مشيط على ارتداء الزي التقليدي العسيري، ارتدى السفير فيها الثوب السعودي والشماغ والعقال والجنبية التي يعلق فيها الخنجر، فيما ارتدت زوجته الثوب العسيري بالمنديل الأصفر. وشارك السفير المعروف في أوساط السعوديين ب«أبي سميث»، الحاضرين في رقص «الخطوة» و«الزحفة»، ما أثار إعجاب الحاضرين، حتى تصور بعضهم أنه ينتمي إلى قبيلة بني شهر، أباً عن جد.