أكد رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد قدرة بلاده على تحقيق قفزة اقتصادية في أسرع وقت رغم سوء الأوضاع الحالية، فيما جدد نظيره الفرنسي دعم بلاده لجهود تونس في مكافحة الإرهاب والتعاون بين البلدين في مجال التدريب وتطوير قدرات القوات التونسية. وأعرب الشاهد في كلمة له بمناسبة ندوة حول الاستثمار أمس، عن تفاؤله بامكانات تونس «التي تسمح لها بتحقيق قفزة اقتصادية رغم صعوبة الوضع الذي تمر به البلاد»، مشدداً على ضرورة «دفع الاستثمار لخلق الثروة وتوفير فرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادي. وتعهد الشاهد تقديم روزنامة تفصيلية للإصلاحات الكبرى في الأيام المقبلة، تشمل تطوير الوظائف العامة والإدارة وإصلاح منظومة تمويل الاقتصاد وإصلاح منظومة الضمان الاجتماعي وإصلاح القطاع المصرفي، وستنطلق خلال العام الجاري. يأتي ذلك تزامناً مع زيارة وفد صندوق النقد الدولي إلى تونس لاستئناف محادثاته مع الحكومة لحضها على التشريع في نسق الإصلاحات الاقتصادية المتعثرة التي تسببت بتأجيل صرف القسط الثاني من القرض المستحق لتونس. في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف عن 132 عملية تنسيق وتعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين تونسوفرنسا ستتم خلال العام الحالي، تتضمن تطوير قدرات الفرق الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات بين البلدين. وأعلن كازنوف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي مساء أول من أمس، تحويل جزء من ديون تونس (30 مليون يورو) المستحقة لفرنسا إلى مشاريع تنموية، إضافة إلى اتفاقات تطوير البنية التحتية والمياه والطاقة بقيمة 60 مليون يورو مع تخصيص 20 مليون يورو لدعم التعليم العالي والبحث العلمي في تونس. وأكد كازنوف التزام بلاده باتفاقات موقعة بين تونس والوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة 1.2 بليون يورو، إضافة إلى تنفيذ 50 مشروعاً استراتيجياً بقيمة 735 مليون يورو. ودعا كازنوف الحكومة التونسية الى مواصلة الإصلاحات الاقتصادية التي شرعت في تنفيذها منذ الثورة، مؤكداً أن «فرنسا ستواصل مرافقة تونس في النهوض باقتصادها»، معرباً عن «دعم باريس المالي وثقتها في هذه الديموقراطية اليافعة والتي يعاني اقتصادها من ضعف».