أعلنت السفارة الأميركية في الجزائر عن زيارة وشيكة للجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي للإطلاع على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، عشية الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 4 أيار (مايو) المقبل. وتأتي زيارة الوفد الأميركي بعد أيامٍ على عقد البلدين جولة حوار استراتيجي في واشنطن التي زارها وفد جزائري بقيادة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبدالقادر مساهل، تناولت «مكافحة عودة مسلحين متشددين من الشرق الأوسط». ويلتقي الوفد الأميركي هذا الأسبوع قياديين حزبيين وناشطين من المجتمع المدني، لرسم صورة واضحة عن الجزائر التي تُعدّ أحد أكبر شركاء الولاياتالمتحدة في المنطقة، بينما تنطلق الحملة الانتخابية رسمياً اليوم، في ظل ظرف سياسي لا يُتوقع معه تحقيق نسبة اقتراع مرتفعة أو حصول مفاجأة في النتائج. وذكرت السفارة الأميركية في الجزائر في بيان، أن السفيرة جون بولاشيك التقت قيادات سياسية وجمعيات من المجتمع المدني، للإطلاع على الوضع السياسي في الجزائر، عشية الانتخابات الاشتراعية. ويثير الاستحقاق الانتخابي اهتمام السلك الديبلوماسي المعتمد في الجزائر، إذ أجرت سفارات اتصالات عدة مع ناشطين وشخصيات سياسية وحزبية، من أجل الاطلاع على مؤشرات الوضع الراهن ومستقبل المشهد السياسي والمؤسساتي في البلاد. وقد تؤشر زيارة الوفد الأميركي إلى طبيعة العلاقات بين الجزائروواشنطن بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الحكم، في حين نسجت السلطات الجزائرية علاقات وطيدة مع قيادات الحزب الجمهوري الحاكم في الولاياتالمتحدة بسبب توافقات بين الطرفين حول ملف مكافحة الإرهاب، إلا أن إدارة ترامب تأخرت في إعلان توجهات واضحة لعلاقاتها مع الحكم في الجزائر. في سياق متصل، قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبدالقادر مساهل في واشنطن أول من أمس، أن «الدورة الرابعة للحوار الجزائري - الأميركي حول الأمن ومكافحة الإرهاب كانت مفيدة ومثمرة». وصرح مساهل عقب الحوار بأن «هذه الزيارة تعزز العلاقات الجيدة القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدة على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية»، مذكّراً بأن «البلدين كانا وضعا منذ سنوات، ضمن إطار هذا الحوار، آليات لا تزال عملية على النحو الكامل». وأوضح أن «الأمر يتعلق بآليات يقودها مسؤولون كبار في وزارات الدفاع والشؤون الخارجية والعدالة والأمن القومي والاستعلامات». وأوضح أن «مسائل مهمة عدة أُدرجت في جدول أعمال الاجتماع. الدورة كانت فرصة لتقييم الوضع في المنطقة في شأن النزاع في ليبيا ومالي ومكافحة الإرهاب والتطورات الأخيرة لبعض الحركات الإرهابية في المنطقة لا سيما عودة المحاربين الأجانب». وكان الجانب الأميركي ممثلاً بمنسق مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في الخارجية الأميركية جاستن سيبريل الذي صرح بأن «المحادثات بين الجانبين كانت جد مثمرة وتناولت بخاصة قضايا الإرهاب والأمن في العالم لأن الجزائر شريك قوي للولايات المتحدة في محاربة هذه الظاهرة التي تشكّل تحدياً للعالم كله، وللجزائر تجربة عميقة في محاربة هذه الظاهرة ولذلك نستغل أي فرصة لتبادل وجهات النظر مع الجزائر».