توجه وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، إلى الخرطوم لحضور اجتماعات لجنة المشاورات السياسية بين البلدين التي تعقد اليوم، وهي إحدى اللجان المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسي، والتي عُقدت للمرة الأولى في القاهرة في 5 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ومن المقرر أن تبحث الجولة الجديدة التي اتفق عليها شكري ونظيره السوداني البروفسور إبراهيم غندور خلال اتصال هاتفي جرى نهاية الشهر الماضي، ملف العلاقات الثنائية وتذليل عقبات عدة تعتريها، فضلاً عن المواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد بأن شكري يتطلع للقاء نظيره السوداني للبحث في العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، وهو ما سيشغل حيزاً كبيراً من أعمال اللجنة، خصوصاً العلاقات التجارية والاقتصادية. وأشار الى حرص مصر على إزالة المعوقات التي تمنع انسياب حركة التجارة البينية، والعمل على زيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمار. وأوضح أبو زيد أن اللجنة تبحث عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها الوضع في كل من سورية وليبيا واليمن وفلسطين وجنوب السودان، فضلاً عن ملف مياه النيل والمفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، وأهمية تفعيل التعاون بين مصر وإثيوبيا والسودان من خلال اللجنة الثلاثية العليا التي تجمع الدول الثلاث. ومن المقرر أن يناقش الوزيران أهمية إبراز أنشطة العلاقات الثقافية المصرية- السودانية في ضوء أن عام 2017 هو عام الثقافة المصرية في السودان وعام الثقافة السودانية في مصر، وحرص مصر على الحفاظ على العلاقات التاريخية التي تجمع بين شعبي وادي النيل وتطويرها في المجالات كافة. وقال أبو زيد إن اللجنة ستناقش مسألة حظر المنتجات والسلع الزراعية والسيراميك المصرية، إضافة إلى متابعة نتائج أعمال اللجنة القنصلية بين البلدين، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، كما تناقش أيضاً إمكان الاتفاق على إقرار «ميثاق شرف إعلامي» بين البلدين يعكس خصوصية العلاقة ويساعد على تجنب التعامل غير المسؤول من جانب بعض الدوائر الإعلامية تجاه علاقات البلدين. ويعقد وزيرا خارجية البلدين مؤتمراً صحافياً في نهاية جولة المشاورات، كما ينتظر أن يستقبل الرئيس عمر البشير وزير الخارجية المصري خلال الزيارة. وكان شكري، اتصل نهاية الشهر الماضي في فترة تلاسن بين إعلاميين في البلدين، وتصريحات مثيرة للجدل من جانب مسؤولين سودانيين في شأن مثلث حلايب وشلاتين ومد مصر دولة جنوب السودان بالأسلحة، هاتفياً بغندور لاحتواء الأزمة المتصاعدة، وجرى اتفاق على عقد اجتماع لجنة المشاورات السياسية في الخرطوم.