قالت الرئاسة السورية إن الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة لجيش النظام في حمص زاد من تصميم دمشق على «دحر» جماعات المعارضة المسلحة» وتعهدت بتصعيد وتيرة العمليات ضدها، في وقت رحبت المعارضة السورية المسلحة بالهجوم الصاروخي الأميركي، لكنها قالت إن «مسؤولية» واشنطن لا تنتهي عند ذلك الحد. وقال بيان للرئاسة السورية: «هذا العدوان زاد من تصميم سورية على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك، أينما وجدوا». ووصف البيان الهجوم الأميركي بأنه «تصرّف أرعن غير مسؤول، ولا ينمّ إلا عن قصر نظر وضيق أفق وعمى سياسي وعسكري عن الواقع وانجرار ساذج وراء حملة وهمية دعائية كاذبة». وجاءت الهجمات الصاروخية الأميركية رداً على الهجوم الكيماوي الذي تقول واشنطن إن الحكومة السورية شنته. ونفت الحكومة السورية ذلك. وقال مصدر عسكري في دمشق إن الضربة الصاروخية أدت إلى وقوع «خسائر». ونقل التلفزيون السوري الرسمي، في تنويه مكتوب على الشاشة، عن المصدر قوله: «تعرضت إحدى قواعدنا الجوية في المنطقة الوسطى فجر اليوم لضربة صاروخية من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية، ما أدى إلى وقوع خسائر». ورحبت المعارضة السورية المسلحة بالهجوم. وقالت إن «مسؤولية» واشنطن لا تنتهي عند ذلك الحد، وإن العمل العسكري يجب أن يستمر لمنع الحكومة السورية من استخدام القواعد الجوية والأسلحة المحظورة. ورحب «الجيش السوري الحر» الذي يضم فصائل مسلحة عديدة، في بيان بالضربات التي استهدفت قاعدة قرب مدينة حمص واصفاً الضربات بأنها «نقطة البداية الصحيحة في مواجهة الإرهاب والعنف والإجرام وإيجاد حل سلمي عادل ومرض للسوريين». وأضاف البيان: «نرى أن مسؤولية الولاياتالمتحدة ما زالت كبيرة ولا تتوقف عند هذه العملية». وأكد «خشيته من أعمال انتقامية لتنظيم الأسد المجرم وحلفائه تجاه المدنيين». وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إنه «يؤيد الضربة الأميركية لمطار الشعيرات الذي انطلقت منه الطائرات لتنفيذ جريمة الحرب المروّعة باستخدام السلاح الكيماوي ضد أبناء شعبنا وأطفالنا في خان شيخون ويرى فيها بداية الرسائل الأميركية التي تقرن، للمرة الأولى، القول بالفعل، لمعاقبة المجرم، ونقطة تحول في الموقف الأميركي بدخوله القوي على المسألة السورية، وعدم سماحه لنظام القتل بمواصلة جرائمه واستخدام الأسلحة المحرّمة دولياً، خلافاً لما درجت عليه الإدارة السابقة». وزاد: «الضربة توجّه رسائل قوية لحماة النظام وداعميه، بخاصة إيران وروسيا للكف عن العبث بمصير السوريين ودمائهم، ومحاولات الهيمنة على الوضع السوري، وأن الولاياتالمتحدة لن تسمح باستباحة القانون الدولي وتجاهل القرارات الدولية وممارسة أسوأ أنواع الفعل الإرهابي بحق المدنيين والأطفال». وأشار إلى أنه «يدعم إرادة الرئيس الأميركي ترامب، واستجابته لصراخ أطفال سورية وشعبها، ودعوته لإقامة تحالف دولي من العالم المتحضر يتصدى لهذا النظام المتخلف القاتل، ويعمل على إنهائه، وفرض الحل السياسي العادل ومواصلة محاربة قوى الإرهاب بكافة أشكاله، بما فيها النظام والمليشيات الطائفية. كما أنه يحمّل النظام مسؤولية تعريض بلادنا لشتى أنواع الهيمنة والاحتلال والانتداب والدمار، ويأمل أن يكون هذا الموقف مستمرًا ليفضي إلى فرض حظر جوي وتحييد القواعد العسكرية التي يستخدمها النظام لاستهداف المدنيين، من أجل وقف كل الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد وحلفاؤه، وتحقيق الحل السياسي العادل الذي ينهي المأساة السورية، ولا يكون لرأس النظام وكبار رموزه أي موقع أو دور فيه، والمساعدة في تقديمهم على محكمة الجنايات الدولية».