واشنطن - أ ف ب، يو بي آي - كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس نداءه الى الكونغرس للمصادقة على التسوية الضريبية، مؤكداً انه يرفض معاملة أبناء الطبقة الوسطى بوصفهم «أحجار لعب». ولقي أوباما أمس دعماً من الرئيس السابق بيل كلينتون الذي أعلن تأييده الاتفاق الذي توصل إليه (أوباما) مع الجمهوريين الاثنين الماضي، في شأن تمديد الاعفاءات الضريبية للأغنياء لمدة سنتين لكل الأميركيين بمن فيهم الأسر التي يزيد دخلها على 250 ألف دولار، بينما أعلن نواب ديموقراطيون معارضتهم تبنيه باعتبار أن الرئيس قدم تنازلات كثيرة للجمهوريين. وقال أوباما في كلمته الأسبوعية «أقر بأن عدداً من أصدقائي من أعضاء حزبي (الديموقراطي) ليسوا مرتاحين بالنسبة لبعض النقاط في هذا الاتفاق، وخصوصاً الاعفاءات الضريبية الموقتة للأغنياء، وأنا أشاطرهم قلقهم». وأضاف: «بديهي انه على المدى البعيد، وإذا أردنا تحقيق التوازن في الموازنة، لا يمكننا السماح بمثل هذه الهدايا الضريبية للأكثر ثراء، خصوصاً عندما نعرف أن خفض العجز يتطلب تضحيات من الجميع». وتابع: «في الوقت ذاته لا يمكن أن نسمح بمحاصرة الطبقة الوسطى. الناس تريد منا إيجاد حلول وليس تسجيل نقاط، ولن أسمح بأن تعامل عائلات الطبقة الوسطى مثل أحجار على رقعة اللعب (...) لذلك أدعو أعضاء الحزبين الى المصادقة على هذه الخطة، وأنا واثق انهم سيفعلون الصواب من خلال تقوية الطبقة الوسطى وإنعاش اقتصادنا». وأشاد الحزب الجمهوري ب «ليونة» إدارة الرئيس أوباما في موضوع الاقتطاعات الضريبية والتي تجلّت في الاتفاق مع الجمهوريين على تسوية في هذا الشأن. ووصفت النائب الجمهورية كريستي نويم رغبة أوباما في تمديد الخفض الضريبي للأسر المتوسطة الدخل والأسر الثرية والتي تتوقف في نهاية هذه السنة بأنها «مشجعة» و «خطوة أولى جيدة». غير أنها قالت إن «الاقتطاعات المطبقة في إدارة (الرئيس السابق جورج) بوش لم تكن كافية لإنعاش الاقتصاد». وأضافت: «مع استمرار ارتفاع البطالة، فإن أول شيء تحتاجه العائلة، التي تملك مشروعها الصغير الخاص، هو اليقين». وكررت معارضة الجمهوريين للقانون المتعلق بالرعاية الصحية الذي تم تمريره في مطلع العام الحالي، وقالت إن حزبها الذي يملك الغالبية في مجلس الشيوخ بعد الانتخابات النصفية، «يخطط لنقضه واستبداله بقانون جديد». وأعرب كلينتون، عن دعمه للتسوية التي توصّل إليها الرئيس باراك أوباما مع الجمهوريين في شأن الاقتطاعات الضريبية. وقال في البيت الأبيض أمس: «التسوية الضريبية ستعود بالفائدة على البلاد، والاتفاق هو أفضل ما يمكن التوصل إليه بين الحزبين لمساعدة أكبر عدد من الأميركيين ولزيادة فرص تسريع الانتعاش الاقتصادي وإيجاد مزيد من فرص العمل وتقليص احتمالات تراجع الاقتصاد، وهو أمر حصل في فترة ركود مالية سابقة». وأضاف: «سيساعد هذا الاتفاق الأميركيين على المدى البعيد. هذا مشروع جيد في رأيي، وأتمنى أن يدعمه زملائي الديموقراطيون وأشكر الزعماء الجمهوريين على الموافقة على إدراج أمور مهمة للرئيس». عجز الموازنة إلى ذلك، زاد العجز في موازنة الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر)، أكثر مما هو متوقع ليتجاوز 150 بليون دولار، أي 25 في المئة أكثر مما كان في تشرين الثاني 2009، وفق ما أعلنت وزارة الخزانة. وأشارت الأرقام الشهرية إلى أن موازنة الدولة سجلت عجزاً في الأشهر ال 26 المتوالية، وكان المحللون يتوقعون عجزاً قيمته 134 بليون دولار. وزادت عائدات الدولة بنسبة 12 في المئة لتبلغ 148,96 بليون دولار، والنفقات بنسبة 18 في المئة لترتفع الى 299,35 بليون دولار. واستناداً الى معطيات متراكمة في الشهرين الأولين من السنة المالية (التي بدأت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر)، فان العجز تراجع بنسبة 2 في المئة وفق الوتيرة السنوية ليبلغ 290,83 بليون دولار.