واشنطن – «نشرة واشنطن» - يشهد زخم الأعمال عبر أفريقيا نمواً متزايداً، يعتبر ظاهرة بدأت تلمسها بقية دول العالم، وفقاً لخبير في مجال ريادة الأعمال، موري لو، الذي يدير مركز «يوجين لانغ لريادة الأعمال» في كلية الأعمال بجامعة كولومبيا، حيث يعمل كأستاذ معاون في مادة الإدارة، ويدرّس مادة حول ريادة الأعمال والشركات المساهمة الخاصة في أفريقيا. وأوضح لو أن المادة التي يدرّسها «انبثقت عن مادة سابقة حول ريادة الأعمال والشركات المساهمة الخاصة في الأسواق الناشئة». وأشار الى انها كانت خلال السنوات الخمس الأولى، على شكل «مراجعة مقتضبة لبلدان العالم... ثم قبل 4 أو 5 سنوات وبالنظر إلى تزايد الاهتمام بأفريقيا من قبل مجموعات رجال الأعمال والمؤسسات المعنية بالتنمية، وطلابنا، وزيادة أنشطة المتعاملين في شركات المساهمات الخاصة بأفريقيا، بدأنا التركيز أكثر على القارة السمراء». وعرض رأيه في ذلك التغيير في مقابلة أخيرة مع موقع «أميركا دوت غوف» في حرم جامعة كولومبيا في نيويورك قائلاً: «قبل 10 سنوات لم يكن من الممكن تدريس مادة عن ريادة الأعمال في أفريقيا، لكن في الوقت الذي نتحدث فيه تتشكل ستة أو سبعة صناديق مساهمات خاصة تستهدف أفريقيا، وكذلك ستة لاعبين كبار ذوي أحجام لا يستهان بها». ولفت إلى أن وجوده في نيويورك يشكل ميزة لأن في إمكانه التواصل مع مسؤولين كبار من الكثير من شركات القطاع الخاص التي تبرم صفقات في أفريقيا. وقد جال عبر أفريقيا محدداً رواد الأعمال الناجحين وقال: «إننا نتطلع إلى نماذج أدوار حقيقية... أناس نجحوا في بناء مؤسسات أعمال متنامية ومستدامة من النوع الذي قد يجتذب مستثمرين محترفين». وقد وضع طلاب لو نحو ست حالات دراسية، وهي تحليلات لعمليات أعمال معينة. وبعملهم هذا ساهموا بخبرات لمساعدة رواد أعمال في تلك العمليات على تعزيز أعمالهم وتوسيعها. وفي إحدى تلك الحالات، سافر طلابه إلى نيجيريا للعمل مع «بطل حقيقي في ريادة الأعمال» هو أوستن أوكيري، المدير التنفيذي لشركة «كومبيوتر ويرهاوس» (أو مستودع الحواسيب). وأضاف لو أن أوكيري بدأ العمل في تكنولوجيا المعلومات قبل 15 سنة ونجح في تأمين إجازة أو وكالة لبيع حواسيب «ديل» الذائعة الشهرة وقال: «من تلك البداية المتواضعة بنى سلسلة محطات، والآن أصبحت عائدات شركة أوكيري تفوق 100 مليون دولار، وصارت شركته الرائدة في غرب أفريقيا في مجال تكنولوجيا المعلومات. كما بدأ يتوسع في أجزاء أخرى في القارة باستحواذه على شركات رائدة في مجالات الاتصالات البعيدة والمصارف وشركات النفط كزبائن. ما يدهش في اوستن، يقول لو، «أنه أسس عمله في ظل ظروف سياسية عسيرة جداً وأقدم على ذلك بتشديده على الإدارة الرشيدة والشفافية». وذكر مثالاً آخر حيث وفر طلابه مشورة تجارية في الوقت المناسب لشركة «استثمارات الموز» وهي مؤسسة أعمال تنزانية يبلغ رأس مالها 5 ملايين دولار. «وقال: أجرينا دراسة حالة عن الشركة التي تتميز بعلامة تجارية في أفريقيا. وقد اتخذت الشركة عملية أساسية محلية وحولتها إلى شركة تصنيع على نطاق كبير. ولفت لو الأنظار إلى أن طلابه بصدد العمل مع بنك «إكويتي» في كينيا لاستكشاف مشاريع أعمال مغامرة جديدة. وقال إنه قبل 15 سنة كان «إكويتي» مجرد بنك بسيط للمدخرات والقروض لكن مديره التنفيذي جيمس موانغي حوله إلى مؤسسة تحتفظ بحصة نسبتها 55 في المئة من كل الحسابات المصرفية في كينيا. وأكد لو أن رواد الأعمال يشكلون «جوهر» تنميتها لأنها «لا تنشأ لمجرد وجود حاجة مجردة من نوع أو آخر. فهي تنشأ لأن أحداً يلمس تلك الحاجة ويرى الفرصة لتلبيتها ولديه المقومات لتأمين الموارد، وتوصيل المنتج، واستيفاء أثمانها، ثم يعاود هذه الدورة ثانية». وأشار الى «أن ثمة الكثير من الأمور المطلوبة للتنمية الاقتصادية لكن أحد العناصر الضرورية هو ريادة الأعمال. وحينما أتحدث عنها فإن ذلك لا يتعلق بمجرد الشخص بمفرده الذي يأتي بفكرة ويؤسس العمل. إنما هو ايضاً نوع ريادة الأعمال ذاتها التي تدفع مؤسسات الأعمال الحالية لتحسين أدائها وتجديده... وفي أفريقيا ثمة حاجة هائلة لريادة الأعمال وقيادة وقدرة إدارية أهم في القطاع الخاص وفي مجالات المنظمات غير الحكومية». وكشخص كرس حياته لأبحاث ريادة الأعمال وتدريسها ودراستها، «كانت زيارتي لأفريقيا خبرة قدّرتها كثيراً لأني تعلمت الكثير عما يجب أن يفعل المرء ليكون رائد أعمال ناجحاً من خلال دراسة رواد الأعمال الناجحين هؤلاء، ومشاهدة كيف يستطيعون أن يعملوا ويزدهروا وأن يبنوا مؤسسات أعمال مدهشة، حتى في ظروف في منتهى الصعوبة، من بينها انعدام الاستقرار السياسي والتذبذب الهائل في أسعار العملة والفساد وسوء البنية التحتية.