بمقطوعات غنائية شارك الجمهور في كورالها، وبدا الجمهور كأنه يحفظ عن ظهر قلب أشهر أغاني فنان العرب، صدح الفنانان محمد عبده، وطلال سلامة في حفلتهما الغنائية بمدينة جدة أول من أمس (الأربعاء). الحفلة كان من المقرر إقامتها في مدينة الدمام شرق السعودية، ولكن لعدم توافر مكان يناسب الشروط التقنية للمنظمين انتقلت إلى جدة، وكانت فرصة ثمينة لأهالي المدينة لتجديد موعدهم مع فنان العرب، الذي كان زارهم قبل أشهر مدشناً مرحلة جديدة من عودة الفن السعودي إلى مسقط رأسه. وفي ليلة ملؤها الطرب والنغم الشجي، صدح النجم طلال سلامة أولاً بأغنياته الشهيرة، ورفع من إيقاع الإحساس لدى جمهور الحفلة، وغنى للوطن برفقة الجمهور الذي ردد مقطوعات سلامة بلهفة للوطن والحب والناس، وقد أضاءت صورة العلم السعودي بخضرته في جنبات المكان. وعاش الجمهور، الذي توافد باكراً إلى الصالة المغلقة بمدينة الملك عبدالله الرياضية، لحظات سعيدة، وتهافت على توثيقها وبثها، والتعبير عن استئناسه الشديد باللحظة عبر وسائل التواصل، التي عملت طوال مدة الحفلة ناقلاً رديفاً لفعاليات الأمسية الفرائحية والطربية. وبعد انتهاء وصلة طلال سلامة، الذي يغني للمرة الأولى منذ عودة الحفلات الفنية للسعودية، انطلقت ساعة محمد عبده، فنان العرب الذي رفع من منسوب الفرح والاستئناس لدى جمهوره في جدة وهو يلتقيه للمرة الثانية خلال شهرين، إذ افتتح في وقت سابق مرحلة العودة في المكان نفسه وبين الجمهور الذي كان أول من صافحت مسامعه كلمة ولحن وسحر فنان العرب. وبلغ ذروة الإحساس في «مذهلة» التي ارتجل فيها بشكل أثار تصفيق وإعجاب الجمهور الذي تقاسم الغناء مع فنانه الأثير، ونادى باسمه وهو يردد أغنيته الذائعة «سكة التايهين»، وفي أغنيته «ابعتذر» واصل حضوره المختلف. وأشاد المتابعون بالحراك الفني والثقافي الذي تشهده مدن المملكة منذ الإذن بعودة الحفلات الفنية والأغنية السعودية إلى موطنها الأصلي، ويأملون بمواصلة مشوار العودة حتى تستكمل حضورها وتساعد في جعل المدن والمناطق السعودية بيئة ثرية وصديقة للفن من جديد بعد غياب وانقطاع استمر عقوداً.