يستضيف مركز «تشكيل» في دبي معرض «الجسد يُبقي الأثر» للفنانة الإماراتية هدية بدري من 12 الجاري وحتى 11 من الشهر المقبل، تتويجاً لمشاركتها في «برنامج الممارسة النقدية» الذي ينظّمه «تشكيل». فبعدما عملت بدري تحت إشراف كلّ من رودريغ غرانت وألكسندرا ماكغليب لثمانية أشهر في إطار «برنامج الممارسة النقدية»، اختارت استكشاف تجربة شخصية قريبة من قلبها ووجدانها هي رحيل عمتها شهناز بدري. وانطلقت بدري في إنجاز أعمال المعرض من فكرة إحياء ذكرى عمتها ومن مقتنيات شخصية للراحلة احتفظت بها خشية أن تندثر ذكراها يوماً. وتهيمن على ذاكرة هدية بدري تلك الأوقات التي أمضتها إلى جوار عمّتها في المستشفى وقدّمت لها فيها الرعاية الأولية، وشاهدت بأمّ عينها اللحظات المتعاقبة التي تعافت وانتكست فيها، مثلما شاهدت في نهاية المطاف اللحظة التي وصفها الأطباء ب «تدهور» صحتها. وتقول هدية: «اللغة أعجز عن أن تصف تجاربنا المؤلمة أو المفجعة». وتستعرض أعمال المعرض، المتراوحة بين التجربة الإكلينيكية غير الشخصية والتجربة الشخصية، صوراً قديمة، ومراسلات من الأطباء، إلى جانب مواد عضوية تشير ضمناً إلى معاناة الإنسان في مواجهة الموت والمرض. وتوضح هدية: «المتأثرون مشوشون وعاجزون عن التحدث عن الأشياء التي تطوقهم بحالة من الضيق وعدم التيقُّن. وفي المقابل، يعبّر الأطباء عن حالة الجسم السقيم بلغة إكلينيكية، وتتسم التقارير الشفهية والخطية بالفتور والخلوّ من المشاعر». ويقول رودريغ غرانت: «السياقات والممارسات المتضمنة في أعمال هدية بدري تخاطب بوضوح جوانب من حالتنا الإنسانية تستلزم منا إيلاء اهتمام وثيق بها خشية التضحية برؤيتنا الذاتية غير المتجرّدة في وجه السلطة المؤسسية. وهذه الأعمال النقدية والحميمة في آنٍ واحد تُظهر بحثنا عن بصيص أمل في الممارسة التأملية في حياتنا اليومية». فيما تشير مديرة مركز«تشكيل» جيل هويل الى أن «المعرض هو الثالث الذي يثمره برنامج الممارسة النقدية في «تشكيل». وقد أعددنا هذا البرنامج بحيث ينصبّ على الممارسة الإبداعية للمرشحين أو مجالاتهم البحثية، وهو يدعم الفنانين على أسس فردية أو وفق متطلبات خاصة. ونحن فخورون بالفنانة هدية بدري، وبهذا المعرض القائم على تجربة شخصية عميقة. ونحن واثقون أنه سيلامس نفوس كثيرين». يذكر أن هدية بدري هي أول فنانة تقيم معرضها من أصل ثلاثة فنانين مشاركين في «برنامج الممارسة النقدية» 2016-2017.