استعاد مهرجان الأحساء المبدعة للحرف اليدوية والفنون الشعبية، الذي تنظمه أمانة الأحساء في مقر الفريج التراثي ذاكرة جيل الطيبين لزائريه، وذلك من خلال إعادة إحياء التراث الشعبي، وتعزيز الحراك الثقافي في مجال الحرف والفنون، وإبراز إمكانات الأحساء الإبداعية على مستوى دولي، وشهدت فعاليات المهرجان إقامة الألعاب الشعبية القديمة ومشاركة الزوار فيها. وقال رئيس وحدة الفعاليات والمناسبات بالأمانة زياد المقهوي، إننا عملنا على تقديم عروض للألعاب الشعبية، ومشاهد من «المطوع» التي كان أطفال الجيل القديم يحرصون عليها في حياتهم اليومية. وأضاف: «تهدف الألعاب الشعبية إلى التركيز والدقة وخلق روح التنافس بين اللاعبين، ما يزيد من التواصل مع الآخرين، إضافة إلى تعريف الزوار بالحرف الشعبية القديمة التي كانت مصدر رزق أجدادنا»، مشيراً إلى أن المهرجان جسد دور «العكافة» في الماضي، إذ تقدم فتحية المريحل البالغة من العمر 36 سنة هذا الدور، إذ إنه لم يكن هناك في الماضي «مشاغل نسائية» لتزيين العروس بل كانت هناك امرأة تدعى العكافة تقوم بمهمة تزيين العروس، وتقوم بتسريح الشعر وعمل «العكائف» أي الضفائر الجميلة وتزيينها بالحلي الذهبية. وكانت العكافة تزور النساء في المناسبات والأعياد وعند عودة الرجال إلى زوجاتهم من بعد سفر طويل، كما كانت تزين النساء وتضع لهن الأعشاب والزيوت المفيدة للشعر وهي تستعمل الأمشاط الخشبية. وشهد المهرجان تقديم ليلة «حنة العروس» قديماً بكل تفاصيلها من الأهازيج التراثية وملابس العروس والمناظر القديمة التي تطرز جوانب المكان، وتجسد هذا الدور مريم الشريدة (38 سنة)، وذلك ما جعل كبار السن يعتكفون بين أركان المكان لاسترجاع ذاكرتهم الجياشة لحقبة من الماضي الجميل، بينما وقف الأطفال والبنات مندهشين من بساطة تلك الليلة قديماً وكيف تغيرت في الوقت الحالي. ويضم المهرجان أكثر من 40 حرفة شعبية، ومنها: الحدادة والصفار وصياغة الفضة وصناعة المداد والندافة وصناعة الطبول والخوصيات والفخار والأقفاص والنجارة والخرازة والقياطين والحياكة ورافي البشوت وصناعة الملاييف والأختام والنحت وآلة الرحى. ويأتي المهرجان سعياً من أمانة الأحساء لتعزيز المهن والحرف الشعبية القديمة التي ما زالت تمارس حتى وقتنا الحاضر أو التي اندثرت، والتي تعد جسراً لربط الماضي العريق بحاضرنا المشرق فهي حرف ومهن تجسد أصالة الآباء والأجداد وتذكرنا بتاريخهم المجيد وبنتاجهم الإبداعي الإنساني العريق المتمثل في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية في زمن افتقر لوسائل التواصل الحديثة.