عشية لقاء القمة اليوم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عقد الأخير لقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في واشنطن أمس، خلص إلى «اتفاق على تنسيق مكثف للمواقف لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحل الملفات الإقليمية الشائكة». في هذه الأثناء، كشفت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» بعض ما دار في لقاء السيسي - ترامب أول من أمس، مشيرة إلى مقاربة أميركية مختلفة لدور مصر وحاجاتها (للمزيد). وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن لقاء الرئيس المصري والعاهل الأردني شهد «تبادلاً للرؤى في التطورات المختلفة على الساحة الإقليمية، وجهود دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واتفق الجانبان على مواصلة تنسيق المواقف بين البلدين في شكل مكثف». وأضاف أن السيسي أكد حرص مصر على «التنسيق والتشاور مع الأردن في شكل دوري في الملفات المختلفة، سواء في ما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين البلدين، أو على صعيد المستجدات المتعلقة بالقضايا الإقليمية، وما تشهده المنطقة من تطورات متلاحقة». ووفقاً للبيان المصري، أكد الملك عبدالله حرص بلاده على التنسيق والتشاور مع مصر في جميع القضايا الإقليمية والتحركات التي تتم، سعياً الى التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة. وكان السيسي التقى ترامب أول من أمس على مدى ساعتين ونصف الساعة في البيت الأبيض بحضور المساعدين. وقالت مصادر ديبلوماسية ل «الحياة» إن اللقاء كان «ممتازاً وصريحاً»، ونقلت عن ترامب قوله لضيفه: «أعرف أهميتكم ومحورية دوركم الإقليمي، وأريد أن نتعاون ونعمل معاً». وأضافت أن ترامب ينظر لمصر من مقاربة «مختلفة تماماً» عن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وهو ما تم التعبير عنه في الاجتماعات. ولخصت المصادر الفرق الأساسي بين ترامب وأوباما بالقول إن الأخير كان ينظر إلى مصر على أنها «جزء من المشكلة»، فيما الرئيس الحالي «يراها جزءاً من الحل»، كما يركز ترامب على «منظومة مكافحة الإرهاب» و «ليس الإصلاح والمشاركة السياسية» التي سادت خلال أيام أوباما. وأكدت المصادر أن ترامب تعهد للسيسي مساعدة مصر بما تحتاجه، وأن القمة الرئاسية ستلحقها اجتماعات على المستوى الوزاري ومتابعات لتكثيف التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي بين الجانبين. ولفتت أيضاً إلى «ود شخصي» بين الزعيمين سيساعد في تعميق العلاقة بين القاهرةوواشنطن. وواصل السيسي لقاءاته في واشنطن أمس، واجتمع بقيادات الكونغرس ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر. ومن المتوقع أن يجتمع بهيئات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اليوم قبل أن يغادر واشنطن غداً. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية أن السيسي لفت خلال لقائه ماكماستر إلى أن التعاون الأمني والعسكري بين القاهرةوواشنطن «يمثل ركيزة مهمة للعلاقات بين البلدين»، مضيفاً أن تطوير هذا التعاون وتدعيمه من شأنه أن «يحقق المصالح المشتركة للبلدين ويمكنهما من مواجهة ما يتعرض له الشرق الأوسط من تحديات غير مسبوقة». في المقابل، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي «الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية الجديدة لتعزيز العلاقات مع مصر على الصعد المختلفة، والعمل على تفعيل أطر التعاون بين البلدين». وأشاد ب «الجهود الجادة التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب» وحرص السيسي على «مواجهة التطرف من خلال التعامل مع الأبعاد التنموية والثقافية، إلى جانب التدابير الأمنية والعسكرية»، مشيراً إلى «أهمية تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب خلال المرحلة المقبلة».