دفعت الضجة التي ظهرت أخيراً حول خطورة المبيدات الحشرية، وبخاصة «الفوسفين» إلى قيام أسر سعودية عدة، بوضع «ضوابط مشددة» على استخدامها، خوفاً من تبعات ذلك. فيما تمتنع أسرة أبو حسن عن شراء المبيدات الحشرية منذ أعوام، بعد وفاة جدهم متأثراً بالمبيدات التي استنشقها، فيما كان يَرشّها للتخلص من الحشرات التي غزت المنزل. وشعر الجَدّ الذي قام بخلط نوعين من المبيدات عبارة عن بودرة ورذاذ بالاختناق، مصحوباً بالاستفراغ وآلام في البطن وشعور بالغثيان، وتوفي قبل وصوله المستشفى. وعلى رغم أن الحادثة وقعت قبل أكثر من عامين، إلا أن الأسرة لم تستعمل مبيداً منذ ذلك الحين. وزاد الحديث عن مخاطر «الفوسفين» من مخاوف الأسرة. وقال اختصاصيّ السلامة والتوعية ضد المخاطر جمال الشعار ل «الحياة»: «إن كل المبيدات ضارة والأفضل عدم استخدامها إلا بكميات قليلة، وبتركيز مخفف»، مضيفاً «أما المنظفات التي تستخدمها ربات البيوت، فمن الأفضل استخدام كل مادة منفردة مع عدم خلطها، مثل خلط الكلور (بليتش)، مع «الأمونيا» (الفلاش) لتنظيف دورات المياه، لأنها تنتج غازات سامة. أما المنظفات المنزليّة فيجب استخدام كل مادة وحدها، وعدم خلط المواد الكيماوية». وأشار الشعار إلى أن عدداً من المواد الكيماوية «قد تكون غير ضارة، ولكن بعد التفاعل الكيماوي مع مادة أخرى، تنتج مواد جديدة بخصائص أخرى وأضرار ومخاطر عدة»، موضحاً أن «فكرة وجود مخلوقات صغيرة، وأحياناً غير مرئية (مجهرية)، تدب الرعب في قلوبنا وتجعلنا نتساءل: كيف نتخلص منها؟ وما أقوى المبيدات الحشرية والسموم الأكثر فعالية؟»، مضيفاً أن «غالبية هذه المخلوقات غير ضارة ولكنها نافعة، كما أنها تلعب دوراً كبيراً في التوازن البيئي، وتأمين حياة آمنة وسليمة لنا». وتطرق الشعار إلى العوامل المؤثرة على فعالية المبيدات، وأبرزها الأوقات التي تستخدم فيها المبيدات مثل: الأمطار وأشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة التي «تقلل من فعالية المبيدات»، مشدداً على أن «معظم المبيدات تضرّ الإنسان، ويجب التعامل معها بحذر، كما يجب قراءة واتباع النشرات المرفقة والملصقات بطريقة صحيحة، واتباع إجراءات السلامة، مثل لبس كمامات وقفازات ونظارات واقية للعين، ومن الأفضل تغطية الوجه بكمامة كاملة، وأيضاً اختيار الوقت المناسب لاستعمال هذه المواد الخطرة، وعدم وجود رياح. ويُفضّل شراؤها واستخدامها بتركيز قليل وجاهز للاستخدام وبكميات قليلة»، لافتاً إلى أن من أهم الإجراءات «إبعاد هذه المواد عن متناول الأطفال، وعدم تخزينها في المنزل». وحول تأثيرها على الجسم قال: «تدخل المواد الخطرة إلى الجسم من طريق التنفس، إذ تدخل جزيئات صغيرة معلقة في الجو أثناء التنفس إلى الرئتين، وتصل إلى مجرى الدم، أو تدخل من طريق الابتلاع أو الفم إلى المعدة والجهاز الهضمي. ويتم امتصاص بعض المواد السامة المتبقية بالتربة عن طريق النباتات، أو عن طريق المياه للأسماك وبالتالي للإنسان». والطريقة الأخرى هي من طريق «الامتصاص من خلال ملامسة المواد للجلد، فبعض هذه المواد تدخل الجسم من طريق مسامات الجلد وهي أشد خطورة، لأنها تصل إلى مجرى الدم، ثم إلى أعضاء الجسم من دون فلترة، أو المرور من طريق الكبد ما يؤدي إلى أضرار جسيمة في الجسم، ومن ثَمّ تؤدي إلى التسمم، ومن علامات التسمم آلام شديدة في البطن ومغص معوي والشعور بالغثيان، وأحياناً الصداع. في حال وجود أي من هذه الأعراض، ووجود مواد كيماوية أو مواد خطرة يجب الاتصال بالطوارئ، أو مركز السموم مباشرة».