وصل ملف رحيل «رازان» ضحية المبيد الحشري، إلى شرطة جدة فيما بدأت حالة شقيقها «ريان» في التحسن المضطرد، في الوقت الذي غادر فيه والده ووالدته المستشفى وخادمتهم، بعد اكتمال شفائهم وتقبلهم للمضادات الحيوية المعالجة. وطبقا للإفادات فإن سلطات الدفاع المدني التي حققت في الواقعة طوال أمس الأول، أحالت ملف الحدث إلى قسم شرطة الكندرة لاستكمال التحريات مع كافة الأطراف، يشار إلى أن الصغيرة «رازان" وشقيقها «ريان» ووالديهما وخادمتهم تعرضوا إلى استنشاق غازات مبيد حشري سام منبعثة من منزل جار. وتم نقلهم جميعا إلى مستشفى قريب، حيث لفظت رازان أنفاسها متأثرة بالسموم. في الأثناء أفاد صاحب الشقة أمام المحققين أنه حصل على المبيد القاتل من مقيم عربي ولم يدرك مخاطره إلا بعد حدوث الفاجعة. إلى ذلك طالب مواطنون من جهات الاختصاص وضع حد حاسم لمخاطر المبيدات الحشرية السامة التي تسوقها بعض المتاجر ومحاسبة مروجيها بعد حدوث أكثر من حالة وفاة نتجت عن استخدامها، وطبقا لمعلومات «عكاظ» فإن أولى الإدارات الحكومية التي اكتشفت مخاطر المبيد المعني، هي الأدلة الجنائية في شرطة جدة، حيث بادرت إلى رفع العينات وتفحصها والوصول إلى مخاطرها مع رفع تقرير بالنتائج إلى جهات الاختصاص، وقال أخصائي السموم والكيمياء الشرعية في صحة جدة الدكتور هاني نيازي، إن مادة «فوسفيد الألمنيوم» في حالتها الصلبة تتحول عند تعرضها للهواء إلى غاز «الفوسفين» السام الذي يعمل على «تثبيط» حركة إنزيمات خلايا الجسم، وأضاف نيازي أن سرعة تأثير «الفوسفين» في جسم الإنسان تتوقف على قوة مناعة الشخص وعمره والوضع الذي تعرض خلال استنشاقه للغاز السام. وتتمثل أعراض الإصابة بغاز «الفوسفين»، طبقا لما وصفه بعض الأطباء، في التعرق المفاجئ وغثيان وإعياء ثم الغيبوبة وتوقف التنفس، ويتطور الأمر إلى الوفاة في حال عدم التدخل الإسعافي السريع، مثل تعريض المصاب لتيارات هوائية نقية والخروج فورا من المكان المحتوي على الغازات. إلى ذلك حذر مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود، رش المبيدات الحشرية داخل المنازل، مشيرا إلى أن المبيد المذكور يستخدم فقط في المزارع والأماكن المفتوحة، ويحظر استخدامه في المنازل لخطورته على صحة الإنسان. مشيرا إلى أن فريقا وقائيا من صحة جدة والدفاع المدني والشرطة عاين مسرح الحدث لمعرفة ما إذا كانت هناك أي مخاطر محتملة على سكان المبنى، وتبين بعد المعاينات خلو الموقع من أي مخاطر محتملة. وأعادت واقعة رحيل الطفلة رازان إلى السطح ملف المبيدات القاتلة التي أودت بحياة 18 خلال أربعة أعوام، وأشهرها رحيل الطفلتين المصريتين آلاء ودعاء، ثم اليمنيين إسماعيل وفاطمة والإريتريين عبدالله وأحمد والطفلين السعوديين مسرة وميسرة. حذر من مخاطر الانبعاثات السامة من المواد المكافحة للحشرات.