قال خبير بيئي أمس إن ما يربو على 2500 مادة كيميائية تدخل ضمن تركيبات خليط المبيدات الحشرية المستخدمة في الغلال والمواقع الزراعية. ووسط تفاعل قضية "الفوسفيد" القاتل بين أوساط المستهلكين والتي خلفت عددا من حالات التسمم والوفاة نتيجة لإساءة اشتراطات ومتطلبات الاستخدام المتبعة دوليا، قال الخبير البيئي ان الجهل بالاستخدام الأمثل للمبيدات يخلف عواقب جسيمة تصل إلى الوفاة، مبرزا في الوقت ذاته 11 عنصرا وقائيا لتفادي مخاطر تلك المبيدات. ووفقا للخبير البيئي المهندس سليمان البطحي فإنه لا يوجد مبيد يخلو نهائيا من الخطورة على الإنسان والبيئة، لكنه قال إن درجة الخطورة تبقى نسبية من مبيد لآخر لكنها لا تنعدم على أية حال. وقال البطحي ل"الرياض" ان الحساسية للمادة السمية تختلف من شخص لآخر، وأن الوفاة تحكمها الجرعة، مطالبا في الوقت ذاته بإجراء المزيد من البحوث والدراسات للتعرف على مدى سمية ومخاطر تلك المنتجات على الإنسان والبيئة، مشيرا إلى الاشتباه في وجود 21 مادة قد تكون مسببا رئيسيا لمرض السرطان، مستندا في الوقت ذاته إلى تصنيفات دولية لدراسات صحية وبيئية. وقال البطحي ان المبيدات تستخدم لحماية الصحة العامة وفي إيقاف أمراض خطيرة من خلال القضاء على نواقلها وانتشارها في عدة أماكن على مستوى عالمي والتي من أبرزها الحشرات الطائرة والزاحفة الضارة بالصحة العامة، مثل الذباب والبعوض والصراصير، والطفيليات الخارجية على الإنسان، والفئران والجرذان والقوارض بأنواعها. وأضاف "المبيدات مخاليط كيميائية تستخدم أحيانا لقتل أو طرد أو التحكم في تكاثر نوع من أنواع الحشرات والآفات التي تضر بالإنسان"، موضحا أن المواد السامة في المبيدات الكيميائية هي التي تتفاعل كيميائيا مع خلايا الجسم استنشاقا أو هضما ما يعيق خلايا الجسم ويعطل استقبال الأوكسجين. وزاد "تراكم الكميات البسيطة من المواد السامة قد يصل مع الزمن إلى جرعة سامة تفضي إلى الوفاة، موضحا أن خطورة السمية تكمن في كمية المادة الزمنية وفترة التعرض، وأن وجود المادة في إناء مفتوح في غرفة رديئة التهوية يؤدي إلى إصابات خطرة قد تصل إلى الوفاة. وأبرز البطحي 11 عنصرا وقائيا لتفادي مخاطر المبيدات، مطالبا خلالها بعدم استخدام أي عبوة مفتوحة أو بدون تعليمات، وقراءة التعليمات المسجلة على العبوة وتفهمها جيدا، والتأكد من صلاحية المبيد وكمية الجرعة المقررة وفترة الأمان، والتأكد من أن المبيد مناسب للحشرة أو الآفة التي ترغب في مكافحتها، وعدم استخدام المبيد بدون استعمال أدوات الوقاية والحماية الشخصية، وعدم استخدام المبيدات المخصصة للزراعة (أماكن مفتوحة) في أماكن مغلقة كالمنازل والمدارس، وتفادي شم عبوة المبيد خاصة بعد فتحها من أجل معرفة قوة رائحة المبيد، وتجنب خلط مبيدين معا إلا بعد معرفة إمكانية الخلط وفقا للإرشادات المتبعة، وتجنب استعمال المبيد بنسب أقوى مما هو مبين على العبوة، وغسل اليدين والجسم جيدا بعد الانتهاء من استخدام المبيد، إضافة إلى حفظ المبيدات بعيدا عن متناول الأطفال والتخلص من العبوات الفارغة بشكل فوري.