يتعهد مانحون دوليون ببلايين أخرى من الدولارات للاجئين السوريين وذلك خلال مؤتمر يبدأ اليوم (الثلثاء) ويستمر يومين ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يجب أن يساعد أيضاً في سبيل إنهاء الصراع السوري المستمر منذ أكثر من ستة أعوام. وناشدت الأممالمتحدة توفير ثمانية بلايين دولار هذا العام لمواجهة أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم مع نزوح الملايين داخل سورية وفي دول مجاورة فيما تتوجه الأنظار إلى دول الخليج والمانحين الأوروبيين التقليديين. وانضمت قطر والكويت إلى الاتحاد الأوروبي والنروج والأممالمتحدة في تنظيم أحدث مسعى دولي عقب مؤتمرات في برلينولندن وهلسنكي لجمع التبرعات بينما استمر الصراع. وتعهد الاتحاد الأوروبي بالفعل مبلغ 1.2 بليون يورو (1.28 بليون دولار) لعام 2017. وستكون حكومات أخرى تحت ضغوط للوفاء بوعود قطعتها في شباط (فبراير) 2016 خلال مؤتمر لندن الذي جمع 11 بليون دولار على مدى أربع سنوات. لكن هذه التعهدات قطعت قبل حملة القصف الروسي المدمرة في مدينة حلب السورية العام الماضي، والتي أسفرت عن تدمير مستشفيات ومنازل ومدارس وتسببت في تفاقم الاحتياجات الإنسانية لمن يعيشون داخل سوريا وعددهم 13.5 مليون شخص. وفر خمسة ملايين سوري إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق والاتحاد الأوروبي منذ اندلاع الأزمة في 2011. ولم يتضح المبلغ الذي سيتم التعهد به خلال المؤتمر المقرر في بروكسل. وأكد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي على أن اجتماع رؤساء وزراء ووزراء خارجية وسفراء حوالى 70 دولة سيسعى أيضاً لدعم عملية السلام التي ترعاها الأممالمتحدة ويخيم عليها القتال المتصاعد. وقال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز للصحافيين خلال اجتماع مع نظرائه أمس في لوكسمبورغ للتحضير للمؤتمر «من الواضح أن أوروبا لا يمكنها ببساطة تمويل إعادة الإعمار دون حل سياسي في سورية. وفي ذات الوقت يمكننا فعل الكثير بالمساعدات الإنسانية. وفي الوقت الحالي نرى أن الدخول محدود جدا وهو أمر غير مقبول». وفي بيان مشترك للاتحاد الأوروبي أمس ألقى وزراء باللوم على الحكومة السورية في «قيود متعمدة» على شاحنات المساعدات الأوروبية ودان «استخدام تجويع المدنيين كأداة في الحرب». وقال ديبلوماسيون إنه لم يتأكد حضور تركيا وروسيا لمؤتمر بروكسيل لكن موسكو قد ترسل مبعوثا. وسيلقي ستافان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسورية كلمة أمام المؤتمر. وذكرت نيكي هيلي السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة أن بلادها لم تعد تركز على رحيل الأسد عن السلطة. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني في لوكسمبورغ «يرى الاتحاد الأوروبي أن من المستحيل العودة لما كان الوضع عليه قبل سبعة أعوام. بعد ستة أعوام ونصف العام من الحرب لا يمكن الاعتقاد أن مستقبل سورية يمكن أن يكون مثلما كان في الماضي».